كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)
-[ما جاء في عبد الله بن خباب بن الأرت رضى الله عنه]-
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قالوا: فهل سمعت من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه قال نعم، سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشى، والماشى فيها خير من الساعى قال: فأن أدركت ذاك فكن عبد الله المقتول (قال أيوب) ولا أعلمه إلا قال: ولا تكن عبد الله القاتل" قالوا. أأنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال: فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل ما ابذعر وبقروا أم ولده عما فى بطنها.
حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو النضر ثنا سليمان عن حميد بن هلال نحوه إلا أنه قال: ما ابذقر يعنى لم يتفرق وقال. لا تكن عبد الله القاتل وكذلك قال بهز أيضا
__________
(1) المراد من الحديث أنه سيحصل بين المسلمين فتنة كلما ابتعد المسلم عنها كان خيرًا له وقد أوصى صلى الله عليه وسلم خبابا انه إن أدركها فلا يشهر سلاحه على أحد ولأن يكون مقتولا خير من أن يكون قاتلا، (2) قول أيوب ولا أعلمه إلا قال الخ .. معناه أن جملة (ولا تكن عبد الله القاتل) من الحديث على سبيل الظن لا على سبيل اليقين، وذلك من مزيد احتياطهم فى رواية الحديث رحمهم الله (3) الضفة بالكسر الجانب وهو الشاطئ (4) أى فسال دمه مستطيلا فى الماء بدون أن يتفرق فيمتزج به (الشراك) بكسر أوله أحد سيور النعل التى تكون على وجهها كما فى النهاية (ابذعر) بوزن اقشعر معناه تفرق وتبدد قال فى القاموس. ابذعروا تفرقوا وفروا. وفى الرواية الثانية (ما ابذقر) وهو بوزن هذه الرواية ومعناها ففى القاموس وما أبذقر الدم فى الماء أى لم تتفرق أجزاؤه فتمتزج به ولكنه مر فيه مجتمعا متميزا منه اهـ (5) أى شقوا بطنها عن جنينها (6) قوله (ما ابذقر) يعنى ولم يقل (ما ابذعر) كما قال أيوب (7) (قال ولا تكن الخ) معناه أن سليمان وكذلك بهز رويا الحديث عن حميد (فكن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل) بدون أن يحصل منهما شك فى الجملة الثانية كما حصل من أيوب (تخريجه) ذكره الهيثمى فى المجمع وقال رواه احمد وأبو يعلى والطبرانى وأوله عنده. (لما تفرقت الناس صحبت قوما لم أصحب قوما أحب الى منهم فسرنا على شط نهر فرفع لنا مسجد فاذا فيه رجل فلما نظر الى نواصى الخيل خرج فزعا يجر ثوبه فقال له أميرنا لم ترع -وقال فى آخره- فلم أصحب قوما أبغض إلى منهم حتى وجدت خلوة فانفلت) قال الهيثمى ولم أعرف الرجل الذى من عبد قيس وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ ورواه الحافظ أبو بكر الخطيب فى تاريخه بأتم من هذا من طريق أيوب عن حميد بن هلال عن أبى الأحوص قال. كنا مع على يوم النهروان فجاءت الحرورية فكانت من وراء النهر -وذكر الحديث- وفى آخر (فأخبر على بما صنعوا فقال الله أكبر نادوهم أخرجوا الينا قاتل عبد الله بن خباب قالوا كلنا قتله فناداهم ثلاثا كل ذلك يقولون هذا القول فقال على لأصحابه دونكم القوم قال فما لبثوا أن قتلوهم جميعا فقال على أطلبوا فى القوم رجلا يده كثدى المرأة فطلبوا ثم رجعوا اليه فقالوا ما وجدنا فقال والله ما كذبت ولا كذبت وأنه لفى القوم ثلاث مرات يجيئونه فيقول لهم هذا القول ثم قام هو بنفسه فجعل لا يمر بقتلى الا يحثهم جميعا فلا يجده فيهم حتى انتهى الى حفرة من الارض فيها قتلى كثير فأمر بهم فبحثوا فوجد فيهم فقال لاصحابه لولا أن تبطروا لأخبرتكم بما أعد الله تعالى