كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عبد الله بن الزبير رضى الله عنه]-
(248) وعن الزهري قال سمعت سنان بن أبى سنان قال سمعت أبا هريرة يقول قائما فى قصصه، إن أخا لكم كان لا يقول الرفث يعنى ابن رواحة قال:
وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الليل ساطع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات ان ما قال واقع
(باب ما جاء فى عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما)
(249) عن هشام "هو ابن عروة" عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
__________
(248) (1) (سنده) حدثنا يعمر بن بشر ثنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهرى قال سمعت سنان ابن أبى سنان (غريبه) الخ (2) "قائما" حال من فاعل يقول، وقوله "فى قصصه" أى فى جمله قصصه التى كان يقصها، وعظاته التى كان يذكر بها أصحابه (3) قوله (ان أخا لكم كان لا يقول الرفث) صريح فى أنه من قول أبى هريرة رضى الله عنه موقوفا عليه ويؤيده ما رواه البخارى فى التاريخ الصغير والطبرانى فى الكبير من طريق عبد الله بن سالم الحمصى عن الزبيدى أخبرنى الزهرى عن سعيد والاعرج أن أبا هريرة كان يقول فى قصصه أن أخا لكم كان يقول شعرا ليس بالرفث وهو عبد الله بن رواحة فذكر الأبيات (تخريجه) أخرجه البخارى فى صحيحه فى كتابى التهجد والادب باسناده عن يونس عن ابن شهاب أخبرنى الهيثم بن أبى سنان أنه سمع أبا هريرة رضى الله عنه وهو يقص من قصصه وهو يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخا لكم ... الحديث
(باب) عبد الله بن الزبير بن العوام رضى الله عنه الصحابى بن الصحابى، أبوه الزبير أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وحوارى النبى صلى الله عليه وسلم. وأمه أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما، وخالته عائشة أم المؤمنين وجده لامه أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وجدته لابيه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة وكان ذلك بعد عشرين شهرًا، حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة لاكها، وسماه عبد الله وكناه أبا بكر بكنيه جده أبى بكر الصديق رضى الله عنه جاء وهو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع رسول الله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا عليه ثم بايعه، وكان صواما قواما وصولا للرحم عظيم الشجاعة، غزا أفريقية ومعه عبد الله بن سعد بن أبى سرح فقتل ملكهم وقد خرج من عسكره ثم كان الفتح على يديه، ولما مات يزيد بن معاوية سنة أربع وستين بويع لعبد الله بن الزبير بالخلافة، وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان، وبقى فى الخلافة إلى أن حصره الحجاج بن يوسف الثقفى بمكة وقتله سنة ثلاث وسبعين رحمه الله ورضى عنه وهو أحد العبادلة الاربعه ووهم عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله ابن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير هكذا سماهم أحمد بن حنبل وسائر المحدثين؛ قيل لاحمد فأبن مسعود قال ليس منهم، قال البيهقى لانه تقدمت وفاته وهؤلاء عاشوا طويلا حتى احتيج إلى عملهم، فإذا اتفقوا على شئ قيل هذا قول العبادلة أو فعلهم أفاده النووى فى التهذيب.
(249) (4) (سنده) حدّثنا عبد الله حدّثنى أبى ثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن

الصفحة 287