كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)
-[ما جاء في عبد الله بن سلام رضى الله عنه]-
رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة" قال سعد وكنت تركت أخى عميرًا يتوضأ قال فقلت هو عمير قال فجاء عبد الله بن سلام فأكلها
(253) (وعن قيس بن عبادة) قال كنت فى المسجد فجاء رجل فى وجهه أثر من حشوع فدخل فصلى ركعتين فأوجز فيهما، فقال القوم هذا رجل من أهل الجنة، فلما خرج اتبعته حتى دخل منزله فدخلت معه فحدثته، فلما استأنس قلت له إن القوم لما دخلت قبل المسجد قالوا كذا وكذا، قال سبحان الله ما ينبغى لأحد أن يقول ما لا يعلم وساحدثك لم، إنى رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، رأيت كأنى فى روضة خضراء قال ابن عوف (أحد الرواة) -فذكر من خضرتها وسعتها، وسطها عمود حديد، أسفله فى الأرض وأعلاه فى السماء، فى أعلاه عروة، فقيل لى أصعد عليه، فقلت لا أستطيع، فجاءنى منصف "قال ابن عوف هو الوصيف" فرفع ثيابى من خلفى فقال اصعد عليه، فصعدت حتى أخذت بالعروة، فقال استمسك بالعروة، فاستيقظت وأنها لفى يدى، قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، فقال أما الروضة فروضة الاسلام، وأما العمود فعمود الاسلام، وأما العروة فهى العروة الوثقى أنت على الاسلام حتى تموت؛ قال وهو عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
__________
عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (1) الفج بفتح فتشديد الطريق الواسع جمعه فجاج بكسر أوله (تخريجه) أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار. وفيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف وبقية رجالهم رجال الصحيح اهـ وعاصم هذا هو ابن أبى المنجود أحد القراء السبعة وثقه أحمد والعجلى ويعقوب بن سفيان وأبو زرعة وقال الدارقطنى فى حفظه شئ وقال الحافظ صدوق له أوهام حجة فى القراءة وحديثه فى الصحيحين مقرون بغيره مات سنة ثمان وعشرين بعد المائة (خلاصة وتقريب).
(253) (سنده) (2) حدّثنا أسحق بن يوسف ثنا عون عن محمد عن قيس بن عباد قال كنت فى المسجد الخ ومحمد هو ابن سيرين وقيس بن عباد بضم العين وتخفيف الباء تابعى مشهور قال الحافظ ووهم من عده فى الصحابة (غريبه) (3) إنكاره عليهم إما لأنه لم يبلغه حديث سعد بن أبى وقاص وأما لأنه كره الثناء والشهرة تواضعا (4) كذا بالأصل ورواية الصحيحين (لم ذاك) أى لم جزم هؤلاء بأنى من أهل الجنة (5) بفتح السين قال فى النهاية الوسط بالسكون يقال فيما كان متفرق الاجزاء غير متصل كالناس والدواب فإذ كان متصل الاجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح اهـ وجعل الجوهرى ساكن السين ظرفا ومفتوحها اسما (6) هو بكسر الميم وفتح الصاد بينهما نون ساكنة ويقال بفتح الميم أيضا فسره فى الحديث بالوصيف أى الخادم (7) أراد أنه رفعه من خلفه بيده (8) روضة الاسلام فى تأويل الرؤيا معناها الدين كله والعمود هو الاركان والعروة الوثقى هى الايمان (9) القائل هو