كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما]-
(268) (حدثنا عبد الله) حدّثني أبي ثنا عبد الرازق أنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم قال فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على النبي صلى الله عليه وسلم قال وكنت غلامًا شابًا عزبًا (1) فكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها (2) قرنان وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار (3) فلقيهما ملك آخر فقال لي لن تراع (4) فقصتها على حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال. نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل (5) قال سالم فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلًا.
(269) (وعن مجاهد) (6) قال: شهد ابن عمر الفتح وهو ابن عشرين سنة ومعه فرس حرون (7) ورمح ثقيل فذهب ابن عمر رضي الله عنهما يختلي (8) لفرسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن عبد الله (9).
__________
(تخريجه) رواه البخاري ومسلم وغيرهما فالبخاري في باب الاستبرق ودخول الجنة في المنام من كتاب التعبير ومسلم في فضائل عبد الله بن عمر من كتاب الفضائل.
(268) (غريبه) (1) بفتحتين أي غير متزوج (2) قوله "مطوية كطي البئر" أي مبنية كبنائها والفعل من باب رمى وقوله (وإذا لها قرنان) زاد الشيخان (كقرني البئر) قال القسطلاني وهما ما يبنى في جانبها من حجارة توضع عليها الخشبة التي تعلق فيها البكرة (3) رواية أحمد كرواية البخاري كررت فيها الاستعاذة مرتين وراية مسلم ثلاث مرات (4) قوله (لن تراع) بضم أوله من الروع بفتح فسكون وهو الخوف والفزع أي لا خوف عليك ولا أذى يلحقك (5) فيه فضيلة قيام الليل وهو دأب الصالحين (تخريجه) الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في مناقب عبد الله بن عمر من كتاب المناقب ومسلم في فضائل عبد الله بن عمر من كتاب الفضائل.
(269) (سنده) (6) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال إلخ.
(غريبه) (7) فرس حرون لا ينقاد وقد حرن من باب دخل (8) يقطع لها الحشيش الرطب وهو الخلي بفتح أوله وثانيه أخره ألف مقصورة ويقال خطيت الخلى قطعته وبابه رمى واختليته أيضًا (9) هكذا جاءت الرواية بدون أن يذكر خبر لكلمة (إن) وتقدير الكلام (أن عبد الله شاب مجاهد أو رجل صالح) مثلًا وهذا من أساليب العرب الفصيحة يحذفون من الكلام ما يدل عليه المقام قال في النهاية قال المهاجرون يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأنصار قد فضلونا إنهم آوونا وفعلوا بنا وفعلوا فقال تعرفون ذلك هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه أن اعترافكم بصنيعهم مكافأة منكم لهم ومنه الحديث الآخر من أزلت- أي أسديت- إليه نعمة فليكافئ بها فإن لم يجد فليظهر ثناء حسنًا فإن ذلك قال صاحب النهاية ومنه الحديث أنه قال لابن عمر رضي الله عنهما في سياق كلام وصفه

الصفحة 298