كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)
-[ما جاء في عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما]-
(279) (عن أبي هريرة رضي الله عنه) قال: ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ألا ما كان من عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص رضي الله عنهما) فإنه كان يكتب بيده، ويعيه بقلبه، وكنت أعيه بقلبي ولا أكتب بيدي، وأستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب عنه فأذن له.
(وعنه رضي الله عنه) من طريق آخر قال: ليس أحد أكثر حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب.
__________
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تكتبوا عني شيئًا غير القرآن، ومن كتب عني شيئًا غير القرآن فليمحه" رواه مسلم قال الخطابي يشتبه أن يكون النهي متقدمًا وآخر الأمرين الإباحة، وقد قيل: أنه إنما نهى أن يكتب الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط به ويشتبه على القارئ فأما أن يكون نفس الكتاب محظورًا، وتقييد العلم بالخط منهيًا عنه، فلا وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بالتبليغ وقال، (ليبلغ الشاهد الغائب)، فإذا لم يقيدوا ما يسمعونه منه تعذر التبليغ، ولم يؤمن ذهاب العلم، وأن يسقط أكثر الحديث، فلا يبلغ آخر القرون من الأمة، والنسيان من طبع أكثر البشر، والحفظ غير مأمون عليه الغلط. وقد قال صلى الله عليه وسلم لرجل شكا إليه سوء الحفظ (استعن بيمينك) وقال (اكتبوها لأبي شاه) يعني خطبة خطبها فاستكتبها، وقد كتب صلى الله عليه وسلم كتابًا في الصدقات والمعاقل والديات أو كتبت عنه، فعلمت بها الأمة، وتناقلها الرواة، ولم ينكرها أحد من علماء السلف والخلف، فدل ذلك على جواز كتابة الحديث والعلم والله أعلم أهـ وقال الحافظ في الفتح: (إن السلف اختلفوا في كتابة العلم عملًا وتركًا، وإن كان الأمر استقر، والإجماع انعقد، على جواز كتابة العلم، بل على استجابة، بل لا يبعد وجوبه على من خشي النسيان ممن يتعين عليه تبلغ العلم أهـ.
(279) (سنده) (1) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني قال حدّثني محمد بن علمة عن محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن مجاهد والمغيرة بن حكيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قالا سمعناه يقول: ما كان أحد الخ.
(2) قوله (وعنه رضي الله عنه من طريق آخر) (سنده) حدثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا سفيان عن عمرو عن ابن منبه يعني وهبا عن أخيه سمعت أبا هريرة يقول. ليس أحد الخ (تخريجه) رواه البخاري والترمذي والبيهقي فأما البيهقي فقد رواه من طريق عمرو بن شعيب عن مجاهد والمغيرة بن حكيم قالا سمعنا أبا هريرة يقول الحديث قال في الفتح إسناده حسن وله طريق أخرى أخرجها العقيلي عن عقيل عن المغيرة بن حكيم سمع أبا هريرة قال الحديث اهـ وأما البخاري والترمذي فقد روياه في كتاب العلم من طريق سفيان بن عتيبة عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أخيه وهو همام بن منبه اهـ وقال البخاري تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة اهـ أي تابع وهب بن منبه في روايته لهذا الحديث عن همام معمر بن راشد قال في الفتح والمتابعة المذكورة