كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما]-
(280) (عن حنظلة بن خويلد العنبري) (1) قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحد كما نفسا لصحابه (2)، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية، قال معاوية فما بالك معنا، قال إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أطع أباك ما دام حيًّا ولا تعصه فإنا معكم وليست أقاتل.
(281) (عن عبد الله بن أبي الهذيل) (3) عن شيخ من النخع قال: دخلت مسجد إيلياء (4) فصليت إلى سارية (5) ركعتين، فجاء رجل قريبًا فصلى مني، فمال إليه الناس، فإذا هو
__________
أخرجها عبد الرزاق عن معمر وأخرجها أبو بكر بن علي المروزي في كتاب العلم له عن حجاج بن الشاعر عنه اهـ.
(فائدة) يستفاد من الحديث أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان أكثر حديثًا من أبي هريرة بسبب أنه كان يكتبه بيده ومع ذلك فالذي انتشر عن أبي هريرة من الحديث أضعاف ما انتشر عن عبد الله ابن عمرو بن العاص قال في الفتح والسبب فيه من جهات:
أحدها: أن عبد الله كان مشتغلًا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتعليم فقلت الرواية عنه.
ثانيها: أنه كان أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار بمصر أو بالطائف ولم تكن الرحلة إليهما ممن يطلب العلم كالرحلة إلى المدينة وكان أبو هريرة متصديًا فيها للفتوى والتحديث إلى أن مات ويظهر هذا من كثرة حمل عن أبي هريرة فقد ذكر البخاري أنه روى عنه أكثر من ثمانمائة نفس من التابعين ولم يقع هذا لغيره.
ثالثها: ما اختص به أبو هريرة من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بالأ ينسى ما يحدثه به.
رابعها: أن عبد الله كان قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب فكان ينظر فيها ويحدث منها فتجنب الأخذ عنه لذلك كثير من ائمة التابعين والله أعلم.
(280) (سنده) (1) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا يزيد أنا العوام حدّثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري قال ألخ (غريبه) (2) يريد أن قتله أمر لا ينبغي أن يتنافس فيه أو يفتخر به بعد أن أخبر صلى الله عليه وسلم بأن عمارًا (تقتله الفئة الباغية) أي الظالمة بالخروج على الإمام الحق ومناوأته (تخريجه) أورده الهيثمي بهذا اللفظ في كتاب الفتن وقال، رواه أحمد ورجاله ثقات اهـ.
(281) (سنده) (3) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا عفان ثنا خالد يعني الواسطي الطحان ثنا أبو سنان ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل الخ (غريبه) (4) (إيلياء) مدينة القدس بالشام وهي بهمزة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء أخرى ثم ألف ممدودة هذا هو الأشهر وحكى البكري فيها القصر وفيها لغة ثالثة وهي (ألياء) بوزن أسماء (5) السارية كجارية (العمود) والمسجد يقام على عدة أعمدة يقال لكل منها سارية وأسطوانة بضم الهمزة والطاء

الصفحة 306