كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري والد جابر بن عبد الله رضي الله عنهما]-
(وعنه أيضًا) (1) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم وقال أبي عبد الله يا جابر لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي، قال فبينما أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي عاداتهما على ناضح (2) فدخلت بهما المدينة لتدفنها في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي: إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها (3) حيث قتلت فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا فبينما أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال يا جابر بن عبد الله والله أثار أباك عمال معاوية (4) فبدأ فخرج طائفة منه فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل أو القتيل فواريته.
__________
(285) (سنده) (1) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا الاسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ والحديث أتم مما ذكر هنا وقد اقتصر الشيخ رحمه الله على صده (غريبه) (2) قوله (إذ جاءت عمتي) هي هند بنت عمرو بن حرام (بأبي) هو عبد الله بن عمرو بن حرام شقيق هند ووالد جابر (وخالي) هو عمرو بن الجموح ابن زيد بن حرام الأنصاري كان زوج هند بنت عمرو عمة جابر ففي مغازي الواقدي عن عائشة أنها رأت هند بنت عمرو تسوق بعيراً لها عليه زوجها عمرو بن الجموح وأخوها عبد الله بن عمرو بن حرام لتدفنهما بالمدينة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برد القتلى إلى مضاجعهم وقوله (عادلتهما على ناضح) الناضح البعير يستفيعليه والعدل بالكسر والعديل الذي يماثلك في القدر والوزن والمعنى جاعلة كلا منهما عدلا للآخر يحملهما بعير وتسمية عمرو بن الجموح هنا خالا وفي بعض الروايات عما إما لأنه كان قريبا لوالدي جابر وأما للتعظيم (3) جمع مصرع وهو موضع المعركة الذي استشهد فيه هؤلاء الابرار رضى الله عنهم (4) قوله (أثار أباك) أي كشف عنه وأظهره (عمال معاوية) الذين أمروا بالحفر لإجراء عين ماء هنالك ذكر الواقدي أن معاوية لما أراد أن يجري العين نادى مناديه من كان له قتيل فليشهد قال جابر فحفرنا عنهم فوجدت أبي في قبره كأنما هو نائم على هيئته ووجدنا جاره في قبره عمرو بن الجموح ويده على جرحه فأزيلت عنه فانبعث جرحه دما ويقال أنه فاح من قبورهم مثل ريح المسك رضى الله عنهم أجمعين وذلك بعد ست وأربعين سنة من يوم دفنوا (تجريجه) الحديث رواه مختصرا أصحاب السنن الاربعة ولفظ الترمذي في باب ما جاء في دفن القتيل في مقتله من أبواب الجهاد من طريق شعبة عن الأسود بن قيس قال سمعت نبيحا العنزي يحدث عن جابر قال لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا القتل إلى مضاجعها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ونبيح ثقة اهـ ورواه بقية الاربعة في الجنائز من طريق سفيان عن الاسود بن قيس به ولفظ أبي داود كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم فجاه منادي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم فرددناهم وترجم عليه باب في الميت ينقل من أرض إلى أرض وكراهة ذلك.

الصفحة 309