كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)
-[ما جاء في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه]-
(باب ما جاء في عبد الله بن مسعود الشهير بابن أم عبد رضي الله عنه)
(286) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر قال ثنا جرير يعني ابن حازم قال سمعت الحسن قال قال رجل لعمرو بن العاص أرأيت رجلًا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبه أليس رجلًا صالحًا قال بلى قال قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استعملك فقال قد استعملني فو الله ما أدري أحبًا كان لي أو استعانة بي ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر (1).
(287) (قر) حدّثنا عبد الله بن أحمد قال قرأت على أبي فأقر به حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة ثنا عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله (يعني ابن مسعود رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعبد الله يصلي فافتتح النساء فسحلها (2) فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن عبد الله (3) ثم تقدم فسأل فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول سل تعطه فقال فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد، ونعيمًا لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد، فقال فأتى عمر رضي الله عنه عبد الله ليبشره (4) فوجد أبا بكر رضوان الله عليه قد سبقه فقال إني فعلت لقد كنت سباقًا بالخير.
__________
(باب) عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة، أسلم قديمًا قبل عمر بن الخطاب بزمان وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا وأحدًا والخندق وبيعة الرضوان وسائر المشاهد وشهد اليرموك وهو الذي أجهز على أبي جهل يوم بدر وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وكان كثير الولوج على رسول الله صلى الله عليه وسلم والخدمة له وكان من كبار الصحابة وساداتهم وفقائهم ومقدميهم في القرآن والفقه والفتوى بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة وكتب إليهم. (بعث إليكم عمارًا أميرًا، وعبد الله بن مسعود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل بدر، فاقتدوا بهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي) توفي بالكوفة وقيل بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين واتفقوا على أنه توفي وهو ابن بضع وستين سنة رضي الله عنه.
(286) (1) (تخريجه) أورده الهيثمي بهذا اللفظ وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض ورجال أحمد رجال الصحيح وله طرق أخرى اهـ.
(287) (غريبه) (2) بالحاء المهملة أي قرأها كلها قراء متتابعة متصلة وهو من السحل بمعنى السح والصب قاله في النهاية (3) الغض الطري الذي لم يتغير أراد طريقه في القراءة وهياته فيها قاله في النهاية أقول "كما أنزل" تفسير لقوله "غضا" وقوله (فليقرأه على طريقة ابن أم عبد) أي فليقرأه على هيأة قراءة ابن مسعود، وعلى مثل تلاوته في التأني والترتيل (4) أي بثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليه في تلاوة القرآن وبإجابة دعائه رضي الله عنه وقوله (أنى فعلت) أي كيف أمكنك سبقي بالتبشير مع حرصي