كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه]-
(289) (وعن علي رضي الله عنه) (1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت مؤمرًا (2) أحد مشورة المؤمنين لأمرت ابن أم عبد.
(290) (وعن أم موسى) (3) قالت سمعت عليًا رضي الله عنه يقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد الشجرة أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حتى صعد الشجرة فضحكوا من حموشة ساقه (4) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تضحكون، لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد.
(191) (وعن زر بن حبيش) (5) عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكًا من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه (6) فضحك القوم منه فقال رسول الله
__________
(289) (سنده) (1) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا إسرائيل ثنا أبو إسحق عن الحارث عن علي قال الخ (غريبه) (2) من أمره بتشديد الميم جعله أميرًا وابن أم عبد هو عبد الله ابن مسعود كانت أمه وهي صحابية تكنى أم عبد قال التوربشي ومن أي وجه روى هذا الحديث فلابد أن يؤول على أنه صلى الله عليه وسلم أراد به تأميره على جيشه بعينه أو استخلافه في أمر من أموره حال حياته ولا يجوز أن يحمل على غير ذلك فإنه وإن كان من العلم والعمل بمكان وله الفضائل الجمة والسوابق الجلة فإنه لم يكن من قريش وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن هذا الأمر في قريش فلا يصح حمله إلا على الوجه الذي ذكرناه نقله في تحفة الأحوذي (تخريجه) أخرجه أيضًا الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي هذا حديث إنما نعرفه من حديث الحارث عن على اهـ أقول والحارث هو ابن عبد الله الهمداني الأعور من كبار علماء التابعين كذبه الشعي وابن المديني واختلف فيه عن ابن معين وقال النسائي ليس به بأس واحتج به وقوى أمره وقال ابن حبان كان غاليًا في التشيع واهيًا في الحديث وقال أبو بكر بن أبي داود كان الحارث الأعور من أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس أفاده المنذري في آخر ترغيبه والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك أيضًا من طريق أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعًا بلفظ لو كنت مستخلفًا أحدًا من غير مشورة لاستخلفت عليهم ابن أم عبد وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: عاصم ضعيف.
(290) (سنده) (3) ثنا محمد بن فضيل ثنا مغيرة عن أم موسى قالت سمعت عليا يقول الخ (4) قوله من حموشة ساقية بضم أوله أي دقتهما ونحافتها يقال رجل حمش الساقين أي دقيقهما (تخريجه) أروده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة اهـ وقال الحافظ في الإصابة بعد أن أورد اللفظ المرفوع منه أخرجه أحمد بسند حسن.
(291) (سنده) (5) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا ثنا حماد عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه كان يختبئ سواك الخ (غريبه) (6) أي نميله بقال كفات الأناء وأكفأته إذا كببته وإذا أملته (تخريجه) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال

الصفحة 312