كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه]-
(296) (عن مسروق) (1) قال كنا نأتي عبد الله بن عمر فنتحدث عنده، فذكر يومًا عبد الله بن مسعود، فقال: لقد ذكرتم رجلًا لا أزال أحبه منذ سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: "خذوا القرآن من أربعة، من ابن أم عبد- فبدأ به- ومعاذ بن جبل وابن كعب وسالم مولى أبي حذيفة.
__________
أبو بكر الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من الطريق الأول ورواته ثقات وفى بعضهم كلام (أبو بكر بن عياش) قال فيه أحمد ثقة ربما غلط وقال الحافظ ثقة عابدا الا لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح و (عاصم) هو ابن أبى النجود وثقه أحمد وأبو زرعة وغيرهما وقال الدارقطني فى حفظه شيء اهـ ورواه ابن سعد من الطريق الثانيه فى الطبقات الكبرى.
(296)) (سنده) (1) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبى وائل عن مسروق قال الخ (تخريجه) أخرجه الشيخان، البخارى فى باب مناقب سالم مولى أبى حذيفة رضى الله عنه من كتاب المناقب، ومسلم أخرجه فى فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضى الله عنهما من كتاب الفضائل
"أحاديث أخرى فى فضائل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه":
1 - عن أبى موسى قال "قدمت أنا وأخى من اليمن فكنا حينا (أى مكثنا زمانا) وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة دخولهم ولزومهم له" متفق عليه.
2 - عن أبى الأحوص قال "شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود فقال أحدهما لصاحبه أتراه ترك بعده مثله فقال إن قلت ذاك إن كان ليؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا" رواه مسلم.
3 - عن عبد الله (هو ابن مسعود) رضى الله عنه قال والذى لا اله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية الا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا هو أعلم بكتاب الله منى تبلغه الابل لركبت اليه" متفق عليه.
4 - عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله (هو ابن مسعود) أنه قال "ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) ثم قال على قراءة من تأمرونى أن أقرأ فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى أعلمهم بكتاب الله ولو أعلم أن أحداً أعلم منى لرحلت اليه" قال شقيق فجلست فى حلق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحداً يرد ذلك ولا يعيبه، متفق عليه واللفظ لمسلم وروايته أتم من رواية البخارى (ومعنى هذا الأثر) أن ابن مسعود وأصحابه كانت مصاحفهم تخالف مصحف عثمان فانكر عليه الناس وطلبوا أن يحرقوها كما فعلوا بغيرها فامتنع وقال لأصحابه (غلوا مصاحفكم) اى اكتموها ثم قال على سبيل الانكار ومن هو الذى تأمروننى ان آخذ بقراءته واترك مصحفى هذا وقد كان ابن مسعود يرى فى نفسه انه احق بجمع القرآن من زيد بن ثابت مع اعترافه بكفاءة زيد وامانته ومن اجل ذلك لم يقبل ان يحرق مصحفه كما فعل سائر للصحابة ولكن تقدير أبى بكر وعمر وعثمان لزيد اعظم من تقدير ابن مسعود لنفسه، وقد عرف عن زيد انه كان يكتب الوحى بين يديه

الصفحة 315