كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه]-
(وعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب) قال دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبًا، فقال له ما يغضبك، قال يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حق أحمر وجهه وحتى استدر عرق بين عينيه، وكان إذا غضب استدر فلما سرى عنه قال: والذي نفسي بيده (أو قال والذي نفس محمد بيده) لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله عز وجل ولرسوله (وفي رواية لله عز وجل ولقرابتي) ثم قال يا أيها الناس من آذى العباس فقد آذاني إنما عم الرجل صنو أبيه.
__________
(299) (سنده) (1) ثنا حسين بن محمد ثنا يزيد يعنى ابن عطاء، عن يزيد يعنى ابن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل حدثنى عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال دخل العباس الخ (غريبه) (2) (مغضبا) بصيغة اسم المفعول من أغضب (ما لنا ولقريش) ما لنا معشر بنى هاشم وبقية قريش (مبشرة) بصيغة اسم المفعول من الابشار كذا ظبطها التوربشتى وغيره يريد بوجوه عليها البشر وفى المختار بشره بكذا بالتخفيف فأبشر ابشارا أى سر (لقونا) بضم القاف (بغير ذلك) بوجوه عابسة يفعلون ذلك أو بعضهم حسدا وبغيا (احمر وجهه) بتشديد الراء أى اشتدت حمرته من كثرة غضبه (استدر) بتشديد الراء تجمع وكثر (سرى) بضم المهملة وكسر الراء المشددة أى ذهب عنه غضبه قال فى المختار انسرى عنه الهم انكشف وسرى عنه مثله اهـ (لا يدخل قلب رجل الايمان) قيل هو على ظاهره والمراد التشديد والتغليظ وقيل المراد الايمان الكامل (صنو أبيه) بكسر الصاد وسكون النون أى مثله قال فى المختار إذا خرج نخلتان أو ثلاث من أصل واحد فكل واحدة منهن صنو والاثنان صنوان يعنى بكسر النون والجمع صنوان برفع النون اهـ (تخريجه) أخرجه الترمذى فى المناقب حدثنا قتيبة ثنا عوانة عن يزيد بن أبى زياد به وقال هذا حديث حسن صحيح وأخرجه الحاكم فى المستدرك وقال يزيد ابن زياد وان لم يخرجاه فإنه أحد أركان الحديث فى الكوفيين وأقره الذهبى (فائدة) عبد المطلب ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمى صحابى سكن الشام ومات سنة اثنتين وستين ويقال اسمه المطلب أفاده الحافظ فى التقريب وإنما ذكرت ذلك لانه فى مسند أحمد ذكر باسم (عبد المطلب) وفى مستدرك الحاكم ذكر باسم (المطلب بن ربيعة) فربما سبق إلى الذهن انهما شخصان أو أن فى احدى النسختين تحريفا فلزم التنبيه على ذلك خشيه الاشتباه.
(باب) عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة والعين المهملة بن حبيب بن وهب الجمحى أبو السائب أسلم قديما قبل دخول النبى صلى الله عليه وسلم دار الارقم وهاجر الهجرتين إلى الحبشة ثم هاجر إلى المدينة وحرم على نفسه الخمر فى الجاهلية وقال لا أشرب شيئا يذهب عقلى ويضحك بى من هو أدنى منى ويحملنى على أن أنكح كريمتى وأمره صلى الله عليه وسلم أن يترفق بنفسه فى صيام النهار وقيام الليل وهاجر هو وابنه السائب وأخواه قدامة وعبد الله جميعا إلى المدينة وآخى صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبى الهيثم بن التيهان الانصارى وشهد عثمان بدرا وتوفى بعد سنتين ونصف من الهجرة وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع وهو أول من دفن فيه وأول من توفى من المهاجرين بالمدينة وقال النبى صلى الله عليه وسلم هذا فرطنا ووضع عند رأس قبره حجرا ليعلم به اهـ من تهذيب الاسماء واللغات للنووي ملخصًا

الصفحة 317