كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه]-
(باب ما جاء في عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه)
(304) (حدثنا عبد الله) حدّثني أبي حدّثنا يزيد أنبأنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل قال قلت لعدي بن حاتم حديث بلغني عنك أحب أن أسمعه منك قال نعم لما بلغني خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرهت خروجه كراهة شديدة خرجت حتى وقعت ناحية الروم (وقال يعني يزيد ببغداد حتى قدمت على قيصر) قال فكرهت مكاني ذلك أشد من كراهيتي لخروجه قال فقلت والله لولا أتيت هذا الرجل فأن كان كاذبًا لم يضرني وإن كان صادقًا علمت قال فقدمت فأتيتيه فلما قال الناس: عدي بن حاتم، عدي بن حاتم قال فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا عدي بن حاتم أسلم تسلم ثلاثًا قال قلت إني على دين قال أنا أعلم بدينك منك فقلت أنت أعلم بديني مني قال نعم ألست من الركوسية وأنت تأكل من باع قومك قلت بلى قال فإن هذا لا يحل لك في دينك قال فلم يعد أن قالها فتواضت لها فقال أما أني أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام، تقول إنما أتبعه ضعفة الناس، ومن لا قوة له، وقد رمتهم العرب، أتعرف الحيرة قلت لم أرها وقد سمعت بها قال فو الذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد،
__________
أخرجه من طريق يزيد بن أبى حبيب عن سالم أبى النضر عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أمه أحمد والطبرانى كما فى الاصابة فى ترجمة أم العلاء برقم 1415 قال وهذا ظاهر فى أن أم العلاء هى والدة خارجه المذكور فلا يلزم من كونه أبهمها فى رواية الزهرى أن تكون أخرى فقد يبهم الانسان نفسه فضلا عن أمه اهـ وأورده بهذا اللفظ الهيثمى وقال رواه الطبرانى ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف اهـ
(باب) عدى بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائى الكوفى الصحابى وأبوه حاتم هو المشهور بالكرم قدم عدى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وكان نصرانيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه إذا دخل عليه ولما توفى صلى الله عليه وسلم قدم على أبى بكر فى وقت الردة بصدقة قومه وثبت على الاسلام وثبت معه قومه فلم يرتدوا فيمن ارتد من العرب وكان جواداً شريفاً فى قومه معظما عندهم وعند غيرهم حاضر الجواب. شهد فتوح العراق زمن عمر ثم سكن الكوفة وشهد مع على الجمل ثم صفين توفى بالكوفة سنة تسع وستين وهو ابن مائة وعشرين سنة رضى الله عنه
(304) (غريبه) (1) "أسلم" فعل أمر من الاسلام أى ادخل فى دين الاسلام عن يقين واخلاص وقوله "تسلم" هو بفتح أوله وثالثه من السلامة أى تكن سالما من الخلود فى النار (2) الركوسية بفتح الراء قال فى النهاية هو دين بين النصارى والصابئين (3) أى تأخذ ربع الغنيمة تستأثر به دون أصحابك وكان ذلك من فعل الجاهلية وقد حرمته النصرانية التى كان يدين بها عدى ويسمى ذلك الربع (المرباع) بكسر الميم وسكون الراء (4) أى عادتهم وقصدتهم بالأذى (5) الحيرة بالكسر بلد قريب من الكوفة (6) الظعينة بوزن السفينة المراد بها المرأة قال فى النهاية وأصل الظعينة الراحلة التى يرحل ويظعن عليها أى يسار وقيل للمرأة ظعينة لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت وقيل الظعينة المرأة فى الهودج ثم قيل للهودج بلا امرأة وللمرأة

الصفحة 320