كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه]-
فمن علي قالت فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه على سليه حملانا قال فسألته حملانا فأمرها قال (أي عدي) فأتتني فقالت لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها قالت ائته راغبًا أو راهبًا فقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فأصاب منه قال فأتيته فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي فذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر فقال له يا عدي بم حاتم ما أفرك أن يقال لا إله إلا الله، فهل من إله إلا الله، ما أفرك، أن يقال الله أكبر، فهل شيء هو أكبر من الله عز وجل قال فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال إن الغضوب عليهم اليهود وإن الضالين النصارى ثم سألوه فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أما فلكم أيها الناس أن ترضخوا من الفضل، ارتضخ امرؤ امرؤ بصاع، ببعض صاع، بقبضة، ببعض قبضة "قال شعبة: وأكثر علمي أنه قال بتمرة، بشق تمرة، وأن أحدكم لاقى الله عز وجل فقائل ما أقول، ألم أجعلك سمعيًا بصيرًا، ألم أجعل لك مالًا وولدًا، فماذا قدمت فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئًا قما يتقى النار إلا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوه فبكلمة لينة إني لا أخشى عليكم الفاقة لينصرنكم الله تعالى وليعطيكم أو ليفتحن لكم
__________
بالمد منزل من ارض اليمامة كان للمسلمين مع مسيلمة الكذاب عنده وقائع قال وعقرباء أيضا اسم مدينة الجولان وهى كورة من كور دمشق كان ينزلها ملوك غسان ثم قال وقال الادبي العقربة ماء لبنى اسد اهـ وقوله (فاخذوا عمتى) هكذا الرواية والمشهور فى كتب السير ان المأخوذ اخته فان امكن التوفيق وإلا كان ما فى الحديث أصح (1) الوافد تريد به الزائر الذى كان يتردد عليها ويتعهدها بالصلة والمعونة (وانقطع الولد) هلك أولادها وعند أهل السير (الوالد) وقد أكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن عليها وبعث بها مع من تحب من قومها فذهبت إلى عدى بالشام وذكرت له ما كان من النبى صلى الله عليه وسلم اليها افكان ذلك سببا لقدومه عليه صلى الله عليه وسلم واسلامه قالوا وقد اسلمت تلك المرأة أيضا إلا أنها كتمت اسلامها عن أخيها ونصحته أن يذهب اليه راغبا أو راهبا وقوله (سلية حملانا) هو بضم فسكون المراد به ما يحملها من الابل إلى قومها ومعه الزاد وما تحتاج اليه وهو فى الاصل مصدر حمل بوزن ضرب (2) ما أفرك بفتح الهمزة وتشديد الراء أى ما حملك على الفرار (أن يقال لا إله إلا الله) هو على تقدير أداة الاستفهام الانكارى أى أقول لا إله إلا الله هو الذى حملك على الفرار (3) أى سأله من كان عنده صلى الله عليه وسلم من الفقراء الصدقة ولم يكن عنده شئ فخطب أصحابه حاثا لهم على التصدق بما فى طاقتهم ولو بشق تمرة (4) أى تعطوا (بالبناء للمعلوم) من فضل أموالكم وقوله (ارتضخ امرؤ بصاع) الخ خبر معناه الامر أى ليمط كل منكم ما يستطيع (5) (فقائل) أى الله عز وجل لمن يلقاه من عباده وكل سيلقاه (ما أقول) لكم الآن من الاسئلة وهى (ألم أجعلك سميعا بصيرا) الخ. فلا ينجيكم من حر النار إلا الصدقة (6) قوله (إنى لا أخشى عليكم الخ) هذا من قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين حثهم على الصدقة بحضور عدى بن حاتم يبشرهم بالنصر والغنى وفتح البلاد شرقا وغربا

الصفحة 322