كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)
-[ما جاء في عمرو بن العاص رضي الله عنه]-
(326) (عن حبيب بن أبي أوس) قال حدّثني عمرو بن العاص رضي الله عنه من فيه قال. لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالًا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني، فقلت لم تعلمون والله أني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوًا كبيرًا منكرًا، وأني قد رأيت رأيًا فما ترون فيه، قالوا وما رأيت، قال رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا عند النجاشي فإن أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير، فقالوا إن هذا الرأي، قال فقلت لهم فاجمعوا له ما نهدي له وكان أحب ما يهدي إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدمًا كثيرًا فخرجنا حتى قدمنا عليه، فو الله أنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال فدخل عليه ثم خرج من عنده قال فقلت لأحابي هذا عمرو بن أمية الضمري، لو دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد، قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبًا، بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئًا، قال قلت نعم أيها الملك قد أهديت لك أدمًا كبيرًا، قال قم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له أيها الملك أني قد رأيت رجلًا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطينيه لأقتله، فإنه
__________
وقيل أسلم في صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل على جيش عدده ثلثمائة فلما دخل بلادهم استمده فأمده بجيش من المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمان فلم يزل عليها حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرسله أبو بكر أميرا إلى الشام فشهد فتوحه، وولى فلسطين لعمر رضي الله عنه ثم أرسله في جيش إلى مصر ففتحها ولم يزل واليا عليها حتى توفي عمر، ثم أقره عثمان عليها أربع سنين ثم عزله فاعتزل عمرو بفلسطين وكان يأتي المدينة أحيانا ثم استعمله معاوية على مصر فبقى عليها واليا حتى توفي ودفن بها وكانت وفاته ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين وكان عمره سبعين سنة وكان من دماة العرب وأبطالهم رضي الله عنه.
(316) (سنده) (1) ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا أبي عن ابن اسحق قال حدّثني يزيد بن ابن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي عن حبيب بن أبي أوس قال حدثني عمرو بن العاص من فيه قال الحديث.
(فائدة) في الأصل (عن أبي أسحق) وصوابه (عن ابن اسحق) بدليل آخر الحديث قال ابن أسحق الخ ويؤيد ذلك أنه في سيرة بن أسحق بهذا السند وبهذا اللفظ وفي الأصل أيضا (عن أبي حبيب ابن أبي أوس) وصوابه (عن حبيب بن أبي أوس) كما يعلم بمراجعة الخلاصة في راشد وحبيب (2) خبر إن والمعنى أن ما أشرت به هو الرأي السديد (3) الأدام مثل كتاب ما يؤتدم به مائعا كان