كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه]-
"حرف الكاف"
(باب ما جاء في كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه)
(342) عن عمر بن كثير بن أفلح قال قال كعب بن مالك: ما كنت في غزاة أيسر للظهر والنفقة مني في تلك الغزاة "يعني غزوة تبوك" قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أتجهز غدًا ألحقه، فأخذت في جهازي فأمسيت ولم أفرغ، فقلت آخذ في جهازي غدًا والناس قريب بعد ثم ألحقهم، فأمسيت ولم أفرغ، فلما كان اليوم الثالث أخذت في جهازي فأمسيت ولم أفرغ، فقلت أيهات سار الناس ثلاثًا، فأقمت، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الناس يعتذرون إليه، فجئت حتى قمت بين يديه، فقلت ما كنت في غزاة أيسر للظهر والنفقة مني في هذه الغزاة، فأعرض عني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الناس أن لا يكلمونا، وأمرتت نساؤنا أن يتحولن عنا، قال فتسورت حائطًا ذات يوم فإذا أنا بجابر بن عبد الله فقلت أي جابر، نشدتك بالله هل علمتني غششت الله ورسوله يومًا قط، قال فسكت عني فجعل لا يكلمنين، قال فبينا أنا ذات يوم إذ سمعت رجلًا على الثنية يقول كعبًا كعبًا حتى دنا مني فقال: بشروا كعبًا.
__________
أبو زرعة الرازي وأن قرة بن ياس لم يرو عنه غير ابنه معاوية وأن الحديث تفرد به عروة عن معاوية ولم يروه عن عروة غير زهير بن معاوية اهـ وأفاد في الخلاصة أن زهير بن معاوية أحد الحفاظ الأعلام من رواة الجماعة وقال أحمد وأبو زرعة هو ثقة إلا أنه سمع من أبي إسحق بعد الاختلاط.
(باب) كعب بن مالك بن عمرو الصحابي الأنصاري الخزرجي السلمي، (يفتح السين واللام من بني سلمة بكسر اللام) شهد العقبة واحدًا وسائر المشاهد إلا بدر أو تبوك، وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم وأنزل فيهم (وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا) والثلاثة هم كعب بن مالك ومرارة بن ربيعة وهلال بن أمية، وحديث تخلفهم عن غزوة تبوك طويل مشهور في الصحيحين، روى عن كعب بنوه عبد الله وعبد الرحمن ومحمد وعبيد الله بنو كعب وآخرون، وهو أحد شعراء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، توفى بالمدينة زمن معاوية سنة ثلاث وخمسين اهـ ملخصًا من تهذيب النووي.

الصفحة 348