كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في أبي موسي الأشعري رضي الله عنه]-
(حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا معتمر بن سليمان التيمي قال قرأت على الفضيل بن ميسرة في حديث أبي حريز أن أبا بردة حدثه) قال أوصي أبو موسي (الأشعري) حين حضره الموت فقال إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المثني ولا يتعبني بحمر ولا تجعلوا في لحدي شيئًا يحول بين وبين التراب ولا تجعلوا على قبري بناءً وأشهدكم أني بريء من كل حالقة أو سالقة أو خارقة قالوا أو سمعت فيه شيئًا قال نعم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
__________
أي عاصم الراوي عن أبي وائل "قال أبو وائل" الخ ومعناه أنه يرجو لأبي موسي الأشعري الجنة مع السابقين وأن لا يدخل النار مع قائل عمه، هذا وقد تقدم هذا الحديث "في باب سرية أبي عامر الأشعري إلى أوطاس لإدراكه من فر إليها نم مشركي غوة حنين" إلا أنه وقع سهو هناك للشيخ رحمه الله إذا سقطت كلمه (موسى) نم عبارة أبي وائل التي آخر الحديث فشرحه عبارته بناء عن هذا السقط قال. "معني هذا أن أبا وائل يدعو لأبيه بالمغفرة لأنه مات في زمن الفترة" أ. هـ: ج 21 ص 77 أوالصواب ما ذكرنا (تخريجه) أخرج الجزء المرفوع منه الشيخان وغيرهما ورجال جميعًا ثقات أفادة الشيخ رحمه الله (أقول) أخرجه البخاري في باب غزوة أوطاس من كتاب المغازي ومسلم في فضائل أبي موسي وأبي عامر الأشعريين باتم مما ذكر هنا ولفظا لبخاري عن أبي برده عن أبي موسي (رضي الله عنه) قال لما فرغ النبي (صلى الله عليه وسلم) من حنين بعث أبا عامر على جيش أبي أوطاس فلقي دربد بن الصمة فقتل دريد (بالبناء للمجهول) وهزم الله أصحابه قال أبو موسي وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك فأشار إلى أبو موسي فقال ذاك قاتلي الذي رماني فقصدت له فلحقته فلما رآني ولي فاتبعته جعلت أقول له ألا تستحي إلا تثبت فكفّ فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته ثم قلت لأبي عامر قتل الله صاحبك قال فأنزع هذا السهم فنزعته فتزامنه الماء قال الماء قال يا ابن أخي أقرئ النبي (صلى الله عليه وسلم) السلام وقل له استغفر لي واستخلفني أو عامر على الناس فمكث يسيرًا ثم مات فرجعت فدخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيته على سرير مر مل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال قل له استغفر لي فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم أغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض أبطيه ثم قال اللهم أجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس فقلت ولي فاستغفر فقال اللهم أغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً قال أبو برده إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسي.
(416) (سنده) (1) (معتمر بن سليمان التيمي) البصري ثقة من كبار التاسعة كما في التقريب روي عنه أصحاب السنن الأربعة (فضيل بن ميسرة) العقيل بالضم أبو معاذ البصري وثقة بن معين وقال النسائي لا بأس به وهو من رواة أبو داود والنسائي وابن ماجة (أبو حريز) بفتح المهملة وكسر الراء وآخره زاي عبد الله بن حسين الأزدي البصري قاضي سجستان مختلف فيه وثقة بن معين وأبو زرعة وضعفه النسائي وقال الحافظ صدوق يخطئ (أبو بردة) هو أبن أبو موسي الأشعري أسمه الحارث أو عامر وثقة غير واحد قال الواقدي توفي سنة ثلاثة ومائة (غريبة) (2) أجمر الثوب وجمرة بخره بالطيب والذي يتولي ذلك مجمر كمرشد ومجمر كمحذر (3) (الحالقة) التي تحلق رأسها عند

الصفحة 403