كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 22)

-[ما جاء في أبي هريرة (رضي الله عنه)]-
حرف النون مهمل. "حرف الهاء"
(باب) ما جاء في أبي هريرة رضي الله عنه قال لما قدمت على النبي (صلى الله عليه وسلم) قلت -
__________
(باب) أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل (رضي الله عنه) أسمه عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولاً قال ابن أسحق قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة كان أسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر نسمائي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن وكنيت أبا هريرة لأني وجدت هرة فحملتها في كمي فقيل لي أبو هريرة، أسلم (رضي الله عنه) وقدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) عام خيبر سنة سبع من الهجرة وسكن الصفة ولزم النبي (صلى الله عليه وسلم) وخدمه وما فارقه ليلاً أو نهارًا في سفر أو حضر حتى لحق (صلى الله عليه وسلم) بالرفيق الأعلى، حدث عن نفسه فيما رواه ابن سعد فقال، قدمت ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بخيبر، وأنا يومئذ قد زت على الثلاثين، فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه، وأخدمه وأغزو معه وأحج، فكنت أعلم الناس بحديثه، وقد والله سبقني قوم بصحبته فكانوا يعرفون لزومي له، فيسألونني عن حديثه، منهم عمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير، ولا والله لا يخفي على كل حديث كان بالمدينة، وكل من كان له من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منزلة، ومن أخرجه من المدينة أن يساكنه، وروي أحمد في المسند والبخاري في الصحيح عنه قال، لم يكن من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحد أكثر حديثًا مني إلا عبد الله بن عمرو (يعني أبن العاص) فأنه كان يكتب ولا أكتب وأخرج البخاري عنه في الصحيح قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشافعتك يوم القيامة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه ونفسه، ولقد شكا أبو هريرة إليه (صلى الله عليه وسلم) أنه يسمع حديثًا كثيرًا وينساه فدعا له (صلى الله عليه وسلم) ألا ينسي وقد نالته بركة هذه الدعوة فما نسي شيئًا بعدها ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قلت يا رسول الله أني لا سمع منك حديثًا كثيراً أنساه فقال أبسط رداءك فبسطته ثم قال ضمه إلى صدرك فضممته فما نسيت حديثًا بعد وأخرج النسائي بسند جيد في العلم من كتاب السنن أن رجلاً جاء إلى زيد بن ثابت سأله فقال له زيد عليك بأبي هريرة فأني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكره أن خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يؤمن علىدعائنا ودعا أبو هريرة فقال اللهم أني أسألك مثل ما سأل صاحباي وأسألك علماً لا ينسي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمين فقلنا يا رسول اله ونحن نسألك الله تعالي علمًا لا ينسي فقال سبقكم بها الغلام الدوسي.
عاش أبو هريرة ما يقرب من ثمانين عامًا وتوفي سنة سبع وخمسين أو ثمان وخمسين أو تسع وخمسين والذي اعتمده الحافظ في الإصابة هو الأول.
(باب) (سنده) (1) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا حماد بن أسامة أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي هريرة قال الخ. وقيس هو ابن حازم (غريبة) (2) أي لما أردت القدوم

الصفحة 405