كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 23)
الفصل الثالث ما جاء في أصل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبنائه
617 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان موضع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار وكان فيه نخل وقبور المشركين فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ثامنوني به فقالوا لا نأخذ له ثمنا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبنيه وهم يناولونه وهو يقول ألا إن العيش عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل أن يبنى المسجد حيث أدركته الصلاة
618 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة (1) وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فتترب رأسه (2) قال فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جعل ينفض رأسه (3) ويقول ويحك (4) يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية
__________
(لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه) قال النووي رحمه الله في الكلام على أحاديث الباب هذا نص بأنه المسجد الذي أسس على التقوى المذكور في القرآن ورد لما يقول بعض المفسرين إنه مسجد قباء اهـ م (قلت) وفي قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد (في ذاك خير كثير) يعني مسجد قباء إشارة إلى فضل مسجد قباء وسيأتي لذلك باب خاص في فضله والله أعلم.
617 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن أبي التياح عن أنس بن مالك الحديث.
(تخريجه) (ق د نس)
618 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن أبي عدي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري. الخ
(غريبه) (1) بفتح اللام وكسر الباء الموحدة بعدها نون وهي الطوب النيي وانتصابها على أنها مفعول نحمل وانتصاب الثانية بأنه تأكيد لها ولفظ البخاري كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين أي يحمل عمار بن ياسر رضي الله عنه لبنتين لبنتين زاد معمر في روايته لبنة عنه ولبنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفيه زيادة أيضا لم يذكرها البخاري ووقعت عند الإسماعيلي وأبي نعيم في المستخرج من طريق خالد الواسطي عن خالد الحذاء وهي فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يا عمار ألا تحمل كما يحمل أصحابك قال إني أريد من الله الأجر) (2) أي أصيب بالتراب (3) لفظ البخاري فرآه النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فنفض التراب عنه وقال ويح عمار تقتله الفئة الباغية لدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار (4) كلمة ويح كلمة رحمة كما أن كلمة ويل كلمة عذاب (والفئة) هي الجماعة (والباغية) هم الذين خالفوا الإمام وخرجوا عن طاعته بتأويل باطل.