كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 23)

619 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنهم كانوا يحملون اللبن إلى بناء المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم قال فاستقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عارض لبنة على بطنه فظننت أنها قد شقت عليه قلت ناولنيها يا رسول الله قال خذ غيرها يا أبا هريرة فإنه لا عيش إلا عيش الآخرة
__________
(تخريجه) (خ وأبو نعيم في المستخرج وغيرهما)
619 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سعيد بن منصور قال ثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الزهري وكان من القارة وهو حليف عن عمرو بن أبي عمرو عن ابن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة الحديث
(تخريجه) لم أقف عليه ويؤيده ما قبله
(الأحكام) في أحاديث الباب دلالة على التعاون في بنيان المساجد وأن ذلك من أفضل الأعمال لأنه مما يجري للإنسان أجره بعد موته ومثل ذلك حفر الآبار وكري الأنهار وغرس الأشجار وتحبيس الأموال التي يعم العامة نفعها (وفيها) أن للإنسان أن يأخذ من أفعال البر ما يشق عليه إن شاء كما أخذ عمار لبنتين (وفيها) إكرام العامل في سبيل الله والإحسان إليه بالقول والفعل وفيها منقبة عظيمة لعمار بن ياسر حيث كان صلى الله عليه وسلم يضع يده الشريفة على رأس عمار وينفض عنه التراب وقال له ما قاله (وفيها أيضا) دليل على كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وتواضعه وهما من أفضل الأعمال الصالحة وفيها علامة النبوة لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بما يكون فكان كما قال
(تنبيه) يؤخذ من حديث أبي هريرة أنه كان حاضرا بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه قد ثبت أنه لم يأت المدينة ولم يسلم إلا عام خيبر سنة سبع من الهجرة والمسجد بني في السنة الأولى من الهجرة بنص الأحاديث الصحيحة فكيف الجمع بين ذلك؟ (قلت) حضور أبي هريرة كان في بناء زيادته لا في تأسيسه فقد روى البيهقي وأبو يعلى أنهم لما أسسوه جعلوا قبلته إلى بيت المقدس وجعلوا طوله مما يلي القبلة إلى مؤخرة مائة ذراع وفي الجانبين الآخرين مثل ذلك فهو مربع وقيل كان أولا سبعين ذراعا في ستين ثم لما فتح (صلى الله عليه وسلم) خيبر زاد عليه مثله وجعل له ثلاثة أبواب باب في مؤخره وباب عاتكة المسمى بباب الرحمة والباب الذي كان يدخل منه صلى الله عليه وسلم المسمى بباب آل عثمان اليوم وهذان البابان لم يغيرا بعد أن صرفت القبلة عن بيت المقدس سد النبي صلى الله عليه وسلم الباب الذي كان خلفه وفتح بابا حذاءه اهـ وبهذا يجمع الأحاديث والله الموفق.

الصفحة 275