كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

الأسود عن عاصم بن لفيط رضي الله عنه خرج وافدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك ابن المنتفق قال لقيط فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبًا فقال أيها الناس ألا إني قد خلأت لكم صوتي منذ أربعة أيام ألا لأسمعنكم، ألا فهل من أمري، بعثه قومه فقالوا أعم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال، ألا إني مسئول هل بلغت، ألا اسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا قال فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله (1) وهز رأسه وعلم أني ابتغي لسقطه فقال ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله وأشار بيده قلت وما هي؟ قال علم المنية قد علم منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم المنيّ حين يكون في الرحم قد علمه ولا تعلمونه، وعلم ما في غد وما أنت طاعم غدًا ولا تعلمه، وعلم اليوم الغيث يشرف عليكم آزلين (2) آدلين مشفقين فيظل يضحك قد أعلم أن نميركم (3) إلى قرب، قال لقيط لن نعدم من رب بضحك خيرًا، وعم يوم الساعة، قلت يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس وما تعلم فأنا من قبيل لا يصدقون (4) تصديقنا أحد من مذحج التي تربوه (5) علينا وخثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها، قال تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث
__________
(غريبه) (1) لعمر الله-؛ وكذلك الهك- كما سيلي قيم ببقاء الله ودوامه.
(2) آزلين جمع أزل بوزن كتف وهو الصاعق. محالخ من شدته. والأزل الشدة والضيق (آدلين)؛ هكذا بالمسند، ولم ترد في النهاية للحافظ بن كثير، ولا في مجمع الزوائد. وأدل الشيء "دلج به مثقلًا" "التاج".
(3) غيركم، غيثكم وسقياكم بالمطر. وهو مصدر غار يقال غارهم الله بمطر أي سقاهم بمطر.
(4) هكذا بالأصل والأولى "لا يصدق تصديقنا أحد من مزجح، ولعله جاء على لغة إثبات الضمير مع الفاعل الظاهر. وقد وردت في بعض الأحاديث.
(5) تربو علينا أي ترتفع في مساكنها عن مساكننا.

الصفحة 103