كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

الصالحة لعمر آلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل فأصبح ربك عز وجل يطيف في الأرض وخلت عليه البلاد فأرسل ربك عز وجل السماء نهضب (1) من عند العرس فعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت الأشقت القبر عنه حتى تجعله (2) من عند رأسه فيستوى جالسًا فيقول ربك مهيم (3) لما كان فيه يقول يارب أمسي اليوم (4) ولعهده بالحياة يحسبه حديثًا بأهله، فقلت يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال أنبئك بمثل ذلك في آلاه الله، الأرض أشرقت عليها وهي مدرة (5) بالية فقلت لا نحيا أبدًا ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء فلم تلبث عليك إلا أيامًا حتى أشرقت عليها وهي شربة (6) واحدة ولعمر آلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فيخرجون من الأصواء (7) ومن مصارعهم فتنتظرون إليه وينظر إليكم، قال قلت يا رسول الله وكيف نحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه وبتظر إلينا؟ قال أنبئك يمثل ذلك في آلاء اله عز وجل، الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة لا تضارون في رؤيهما، ولعمر آلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه من أن ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما؛ قلت يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا عز وجل
__________
(1) تهضب تمطر من باب ضرب يضرب.
(2) هكذا بالمسند، وقد جاء في النهاية في المستدرك، تخلفه، أي تحييه. وقال نحقق النهاية لابن كثير (وأصل الأخلاف الإنبات يقال أخلف النبات إذا خرج خلفه. فكأن المطر ينبتهم ثانية. وهذا موافق لما داء في بعض الأحاديث من أن اله بيتهم كتبات الطرانيث كما سبق. وفي مسند أحمد فتجعله- وهو تصحيف، أهـ.
(3) مهيم: بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء وسكون الميم الآخرة كلمة استفهام معناها ما حالك وما شأنك.
(4) أي يخلط ما بين أمسه وبومه لما يظنه من أنه على قيد الحياة أو الحداثة عهده بأهله.
(5) مدرة: قطعة الحجر أي وهي صخر أصم لا ينت ومعنى بالية أي لا تنبت.
(6) قال القتيبي إن كان لسكون فإنه أراد أن الماء قد كثر. فمن حيث أردت أن تشرب شربت ويروى بالباء أي شربه وعندئذ يكون المعنى أن الأرض اخضرت بالنبات- أورده ابن الأثير ف النهاية.
(7) الأصواء جمع صوى بفتح الصاد والواو وصوى جمع صوة بفتح الصاد وتشديد الواو وهي مختلف الريح أي يجمعكم من الرياح المختلفة.

الصفحة 104