كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

إذا لقيناه قال تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفي عليه منكم خافية فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبيلكم بها فلعمؤ إلهك ما تخطى وجه أحدكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الربطة (1) البيضاء، وأما الكافر فتخطمه (2) مثل الحميم (3) الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفترق على أثره الصالحون فيسلكون جسرًا من النار فيطأ أحدكم الجمر فيقول حس (4)، يقول ربك عز وجل أو أنه (5)، ألا فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة (6) عليها قط ما رأيتها فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلا وضع عليها قدخ يطهره من الطوف (7) والبول والأذى ونحبس الشمس والقمر ولا نرون منها واحدًا قال قلت يا رسول الله فيما نبصر قال بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض واجهت به الجبال قال قلت يا رسول الله إما الجنة وإما النار (8)؟ قال لعمر آلهك إن للنار لسبعة أبوال، ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عامًا، وإن للجنة لثمانية
__________
(1) الربطة: كل ملاءة غير ذات لفقين كلها نسيج واحد وقطعة واحدة أو كل ثوب رقيق لين والجمع ربط ورباط.
(2) أي تصيب خطمة وهو أنفه يعني تصيبه فتجعل له أثرًا مثل أثر الخطام.
(3) الحميم الماء المغلي. وقد جاءت في عدد من الروايات بلفظ، "والحميم" بضم الخاء وفتح الميم وهو الفحم.
(4) حس بفتح الحاء وتشديد السين. كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة كالجمرة والضربة ونحوهما.
(5) في الرواية التي أوردها الحاكم في المستدرك بعد أو أنه كلمة "قال" ولم ترد في نسخة المسند أو النهاية أو مجمع الزوائد.
(6) الناهلة الذاهبة للنهل للشرب. وجاءت الجملة في بعض الروايات "على اظمأ والله ناهلة قط رأيتها، والمعنى أي تطلعون على اظمأ حال.
(7) الطرف بفتح الطاء وسكون الواو: الغائط.
(8) هكذا بالمسند- وفي رواية النهاية "ما الجنة وما النار" وفي رواية الحاكم في المستدرك "فما الجنة وما النار"

الصفحة 105