كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

ما روي في ذلك عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفيه أيضًا شفاعة الصديقين والأنبياء والشهداء
308 - حدثنا عبد الله قال حدثني أبي ثنا إبراهيم بن إسحق الطالقاني قال حدثني النضر بن شميل المازني قال حدثني أبو نمامة (1) قال حدثني أبو هنيدة البراء عن نوفل عن والآن المدوي عن حذيفة عن أبي الصديق رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة (2) ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم ... إلى أهله فقال الناس لأبي بكر رضي الله عنه ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئًا لم يصنعه قط قال فسأله فقال نعم عرض عليّ ما هو كائن من أمر الدنيا وأمره الآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد (3) فظع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله عز وجل اشفع لنا إلى ربك قل لقد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم إلى نوح (إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) قال فينطلقون إلى نوح عليه السلام فيقولون اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم يدع على الألاض من الكافرين ديارًا فيقول ليس ذا كم عندي انطلقوا إلى إبراهيم عليه السلام فإن الله عز وجل اتخذه خليلًا، فينطلقون إلى إبراهيم فيقول ليس ذا كم عندي ولكن انطلقوا إلى موسى عليه السلام فإن الله عز وجل كلنه تكليمًا فيقول موسى عليه السلام ليس ذا كم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم قنه يبرئ الأكمة والأبرص ويحيي الموتى فيقول عيسى ليسر ذا كم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، انطلقوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لكم إلى ربكم عز وجل، قال فينطلق فيأتي جبريل عليه السلام
__________
(1) بفتح النون واسمه عيسى بن سوادة.
(2) العداه: ثلاة الصبح.
(3) فظع الناي بذلك أي ضاقوا به ذراعًا يقال فظه بالأمر يفظع من باب فح إذا ضاق به.

الصفحة 125