كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

ربه فيقول الله عز وجل ائذن له وبشره بالجنة قال فلينطلق به جبريل فيخر ساجدًا قدر جمعة ويقول الله عز وجل ارفع رأسك يا محمد وقل يسمع واشفع تشفع قل فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه عز وجل خر ساجدًا قدر جمعة أخرى فيقول الله عز وجل ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع قال فيذهب ليقع ساجدًا فيأخذ جبريل عليه السلام بضبعيه (1) فيفتح الله عز وجل عليه شيئًا لم يفتحه على بشر قط فيقول أى رب خلقتنى سيد ولد آدم ولا فجر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فجر حتى أنه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون، ثم يقال ادعوا الأنبياء قال فيجئ النبى ومعه العصابة والنبى ومعه الخمسة والستة والنبى وليس معه أحد ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا وقال فإذا فعلت الشهداء ذلك قال يقول الله عز وجل أنا أرحم الراحمين ادخلوا جنتى من كان لا يشرك بى شيئًا قال فيدخلون الجنة قال ثم يقول الله عز وجل انظروا فى النار هل تلقون من أحد عمل خيرًا قط قال فيجدون فى النار رجلًا فيقول له هل عملت خيرًا قط قال فيجدون فى النار رجلًا فيقول هل عملت خيرًا قط فيقول لا غير أنى كنت أسامح الناس فى البيع والشراء فيقول الله عز وجل اسمحوا لمبدى كإسماحه إلى عبيدى، ثم يخرجون من النار رجلًا فيقول له هل عملت خيرًا قط فيقول لا غير أنى أمرت ولدى إذا مت فأحرقونى بالنار ثم اطحنونى حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا لى إلى البحر فاذرونى فى الريح فو الله لا يقدر علىّ رب العالمين أبدًا فقال الله عز وجل لم فعلت ذلك قال من مخافتك، قال فيقول الله عز وجل انظر إلى ملك أعظم ملك فلك مثله وعشرة أمثاله، قال فيقول لم تسخر بى وأنت الملك قال وذاك الذى ضحكت منه من الضحى.
__________
(1) بضبعيه: مثنى ضبع وهو العضد كلها (والعضد هو الزارع من المرفق إلى الكتف) والمعنى أن جبريل عليه السلام يمسك بضبعيه ليرفعه.
208 - (تخريخه) أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال: رواه أحمد أبو يعلى بنحوه والبزار رجالهم ثقات.

الصفحة 126