كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

حجهم ويغزون غزوهم فيقولون أي ربنا عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا ويزكون زكاتنا ويصومون صيامنا ويحجون حجنا ويغزون غزونا لا نراهم، فيقول اذهبوا إلى النار فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه قال فيجدونهم قد أخذتهم النار على قد أعمالهم فمنهم من أخذته إلى قدميه ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه ومنهم من أخذته إلى ركبتيه ومنهم من أزرته ومنهم من أخذته إلى ثدييه ومنهم من أخذته إلى عنقه ولم تغش الوجوه فيستخرجونهم منها فيطرحون في ماء الحياة، قيل يا رسول الله وما الحياة قال غسل أهل الجنة فينبتون نبات الزرعة وقال مرة فيه كما تنبت الزرعة في غثاء السيل ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصًا فيخرجونهم منها قال ثم يتحنن الله برحمته على من فيها فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها.
379 - وعنه أيضًا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلص المؤمنون يوم القيامة من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى لمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا.
380 - حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا سعيد بن زيد قال سمعت أبا سليمان العصري حدثني عقبة بن صهبان قال سمعت أبا بكرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبة الصراط تقادع الفراش في النار قال فينجى الله تبارك
__________
(تخريجه) أخرجه الحاكم في المستدرك لكان وأخرج بن ماجه صدره وعزاه صاحب منتخب كنز العمال إلى ابن حبان في صحيحه.
389 - (سنده) حدثنا أبى ثنا روح ثنا سعيد عن قتادة عن أبى الصديق النادى عن أبي سعيد الخدري.
(تخريجه) أخرجه البخاري وأورده بن كثير في النهاية وقال "وقد تكلم القرطبي في التذكرة على هذا الحديث وجعل هذه القنطرة صراطًا ثانيًا للمؤمنين. وليس يسقط أحد منه في النار قلت هذه بعد مجاوزة النار، فقد تكون هذه القنطرة منصوبة على هول آخر مما يعلمه الله، ولا نعلمه نحن وهو أعلم".

الصفحة 156