كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

وقال إذا ذكر الموت هان كل شيء من أمر الدنيا إنما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس وإنها أيام قلائل وما أعدل بالفقر شيئًا".
وقال أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بمكة حتى لا أعرف وقد بيت بالشهرة إني لأتمنى الموت صباحًا ومساءً.
قال المروذي قلت لأبي عبد الله إني لأرجو أن يدعى لك في جميع الأمصر فقال يا أبا بكر إذا عرف الرجل قدر نفسه فما ينفعه كلام الناس.
وقال عبد الله خرج أبي إلى طرطوس ماشيًا وحج حجتين أو ثلاثًا ماشيًا، وكان أصبر الناس على الوحدة. وقال كان أبي يصلي في يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، حتى مرض من تلك الأسواط أضعفته فكان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة وقال إسحق بن راهوية كنت أنا وأحمد باليمن عند عبد الرزاق وكنت فوق الغرفة وهو أسفل فاطلعت على أن نفقته فنيت فعرضت عليه فامتنع فقلت إن شئت قرضًا، وإن شئت صلة فأبى فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيع وينفق رواها أبو إسماعيل الترمذي عنه
وعن أبي إسماعيل قال أتى رجل بعشرة آلاف درهم من ربح تجارته إلى أحمد فأبى أن يقبلها.
قال عبد الله عن أبيه عرض علي يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم فلم أقبلها.
وكان الإمام أحمد رضي الله قد ورث عقارًا ضئيل القيمة كان يغل في كل شهر سبعة عشر درهمًا، وكان يحاول الاكتفاء به قدر طاقه. وعندما تفجأه حاجة أو تركبه ضرورة كان يعمد إلى العمل الميسر له ما دام حلالًا، ولم يكن هذا الإمام الجليل ليستنكف عن أن ينسج أو ينسخ، بل ويؤجر نفسه للحمالين، ويفضل هذا كله على قبول الصلات التي كانت تعرض عليه في سخاء، حتى عندما تأتي من بعض شيوخه كعبد الرزاق، كما رفض رفضًا باتًّا أن ينال شيئًا من الصلات التي كان الواثق يصله بها ويفرض عليها قبولها، ومن باب أولى فإنه كان يرفض كل عمل يربطه بنظام الحكم ويشركه فيما يقوم عليه أو يلتبس به.
زوجاته وأولاده:
قال الخلال أخبرنا المروذي أن أبا عبد الله قال ما تزوجت إلا بعد الأربعين.

الصفحة 221