كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

الله عنه) قال لما جلسنا إليه أمس سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ايكم سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الفتن؟ فقالوا نحن سمعناه، قال لعلكم تعنون فتنة الرجل فى أهله وماله؟ قالوا أجل، قال لست عن تلك أسأل، تلك يكفرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الفتن التى تموج موج البحر؟ قال فأمسك القوم وظننت أنه إياى يريد، قال قلت أنا، قال لى أنت لله أبوك قال قلت تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير فأى قلب أنكرها نكتب فيه نكتة بيضاء، وأى قلب أشربها تكتت فيه نكتة سوداء حتى يصير القلب على قلبين أبيض مثل الصفا لا يضره فتنة مادامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربد كالكوز مخجيا وأمال كفّه لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرًا إلاّ ما أشرب من هواه، وحدثته أن بينه وبينها بابًا مغلقًا يوشك أن بكسر كسرًا قال عمر كسرًا؟ لا أبالك، قال قلت نعم، قال فلو أنه فتح كان لعله أن يعاد فيغلق قال قلت لا بل كسرًا، قال وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثًا ليس بالأغاليط.
103 - حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بنسعيد عن الأعمش حدثنى شقيق قال سمعت حذيفة ووكيع عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة وثنا محمد بن عبيد وقال سعت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كنا جلوسًا عند عمر رضي الله عنه فقال أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فىلفتنة؟ قلت أنا كما قاله؟ قال إنك لجرئ عليها أو عليه، قلت فتنة الرجل فى أهل وماله وولده وجاره يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، قال ليس هذا أريد ولكن الفتنة التى تموج كموج البحر، قلت ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً، قال أيكسر أو يفتح؟ قلت بل يكسر، قال إذًا لا يغلق أبدًا؛ قلنا أكان عمر يعلم من الباب؟ قال نعم كما يعلم أن دون غدٍ ليله، قال وكيع فى حديثه قال فقال مسروق لحذيفة يا أبا عبد الله كان عمر يعلم ما حدثته به قلنا أكان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة، إنى حدثته حديثًا ليس بالأغاليط فهبنا حذيفة أن نسأله من الباب
__________
(تخريجه) جاء هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه فى ص 223 من الجزء الثانى والعشرين من هذا الكتاب وقد أخرجه البخارى ومسلم والترمذى.
103 - (تخريجه) انظر الحديث السابق.

الصفحة 39