كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

يكن نبي قبلي إلا قد حذر أمته هو أعور عينه اليسرى بعينه اليمنى (1) ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فناره جنة وجنته نار، معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء لو شئت سميتهما بأسمائهما وأسماء آبائهما واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله وذلك فتنة فيقول الدجال ألست بربكم ألست أحيي وأميت فيقول له أحد الملكين كذبت ما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه فيقول له صدقت فيسمعه الناس فيظنون أنما يصدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيها فيقول هذه قرية ذلك الرجل ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق (2).
203 - وعن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في الدجال ولا تحدثنا عن غيره وإن كان مصدقا، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنذرتكم الدجال ثلاثا فإنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أنذره أمته وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعد آدم ممسوح العين اليسرى، معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار ومعه جبل من خبز ونهر من ماء وأنه يمطر المطر ولا ينبت الشجر وإنه يسلط على نفس فيقتلها ولا يسلط على غيرها وأنه يمكث في الأرض أربعين صباحاً يبلغ فيها كل منهل ولا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الطور ومسجد الأقصى وما يشبه عليكم فإن ربكم ليس بأعور.
(وعنه من طريق آخر بنحوه) وفيه يسلط على رجل فيقتله ثم يحييه ولا يسلط على غيره.
__________
(غريبه) (1) ظفرة أي لحمة تنبت عند المآقي وقد تمتد إلى السواد فتغشيه.
(2) أفيتي بفتح الهمزة قرية بين الغور وحوران من بلاد الشام وعقبتها الأرض المرتفعة فيها.
(تخريجه) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال "رواه أحمد واللفظ له ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر" وأورده الحافظ بن كثير في النهاية وقال "تفرد به أحمد وإسناده لا بأس به ولكن في متنه غرابة ونكارة فالله أعلم".
203 - (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش ومنصور عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية.
وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا ابن عون عن مجاهد قال كنا ست سنين علينا جنادة بن أبي أمية فقام فخطبنا فقال:

الصفحة 76