كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل قال غير الدجال أخوف مني عليكم، فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم أنه شاب جعد قطط عينه طافية وأنه يخرج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينًا وشمالا، يا عباد الله اثبتوا، قلنا يا رسول الله ما لبثه في الأرض قال أربعين يومًا يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي هو كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم وليلة قال لا أقدروا له قدره، قلنا يا رسول الله فما إسراعه في الأرض قال كالغيث استدبرته الربح قال فيمر بالحي فيدعوهم فيستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت وتروح عليهم سارحتهم وهي أطول ما كانت ذرى وامده خواصر وأسبغه ضروعًا ويمر بالحي فيدعوهم فيردوا عليه قوله فتتبعه أموالهم فيصبحوا ممحلين ليس لهم من أموالهم شيء ويمر بالخربه فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل قال ويأمر برجل فيقتل فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل إليه يتهلل وجهه قال فبينما هو على ذلك إذ بعث الله عز وجل المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين (1) واضعاً يده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرفى، قال فبينما هم كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم عليه السلام إني قد أخرجت عبادًا من عبادي لا يدان لك بقتالهم فحوز عبادي إلى الطور فيبعث الله عز وجل يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله عز وجل (من كل حدب ينسلون) فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل فيرسل عليهم (2) نغفًا في رقبهم فيصبحون فرسى (3) كموت نفس واحدة فيهبط عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض بيتًا إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل فيرسل عليهم طيرًا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله عز وجل، قال ابن جابر فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي من كعب أو غيره قال فتطرحهم بالمهبل
__________
(غريبه) (1) بين مهرودتين المقصود لابس مهرودتين أي ثوبين مصبوغين بورس ثم زعفران.
(2) نغفًا- النغف بالتحريك دود تكون في أنوف الإبل والغنم واحدتها نغفة.
(3) فرسي أي قتلى وأحدهم فريس كقتيل وقتلى.

الصفحة 84