كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 24)

شديدًا ثم ينزل عيسى ابن مريم فينادي من السحر فيقول يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون هذا رجل جني فينطلقون فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول ليتقدم إمامكم فليصلي بكم فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه قال فحين يرى الكذاب ينماث (1) كما ينماث الملح في الماء فيمشى إليه فيقتله حتى أن الشجرة والحجر ينادي يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحدًا إلا قتله.
226 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن النعمان بن سالم سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود سمعت رجلًا قال لعبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص رضي الله عنهما) إنك تقول إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا قال لقد هممت أن لا أحدثكم شيئاً إنما قلت أنكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا كان تحريق البيت قال شعبة هذا أو نحوه ثم قال عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في أمي فيلبث فيهم أربعين يومًا أو أربعين سنة أو أربعين ليلة أو أربعين شهرًا فيبعث الله عز وجل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيظهر فيهلكه ثم يلبث الناس بعده سنين سبعًا ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدهم كان (1) في كبد لدخلت عليه قال سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرًا قال فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها وهم في ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى له وأول من يسمعه رجل يلوط (2) حوضه فيصعق ثم لا يبقى أحد إلا صعق ثم يرسل الله أو ينزل الله قطرًا كأنه الطل أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه
__________
(غريبه) (1) ينماس أي يذوب.
(تخريجه) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال "رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح"
(غريبه) (1) كبد جبل أي وسطه.
(2) يلوط حوضه أي يطينه ويصلحه أورده في مجمع بحار الأنوار.

الصفحة 86