كتاب فتيا في صيغة الحمد (اسم الجزء: 1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين، وعليه نتوكل (¬١)
ما يقول السادة العلماء أئمة الدين (¬٢) -رضي الله عنهم أجمعين- في رجلين تباحثا في الحديث المروي في: "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده"، فقال الآخر لقائل هذا الحديث: الربُّ سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: ٣٤]، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" (¬٣).
فقال له راوي الحديث الأول: من لم يوافق على هذا الحديث تَيْسٌ، وحمارٌ، وجاهلٌ!
فهل هذا الحديث الأول الدي رواه في "الحمد لله، حمدًا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده" في (¬٤) الصحيح أم لا؟ ومن المصيب من الرجلين؟ وليُبْسَط القول مثابين، أفتونا مأجورين رحمكم الله.
أجاب شيخنا الإمام العالم، قدوة المحققين، عمدة المحدثين، شمس الملة والدين: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر القيم، تغمده الله برحمته (¬٥):
---------------
(¬١) ساقط من أ.
(¬٢) في ب: الذين، بدل، أئمة الدين.
(¬٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود، رقم (٤٨٦).
(¬٤) ساقط من ب.
(¬٥) قوله: قدوة المحققين إلى تغمده الله برحمته، ساقط من ب، وبدلًا منه: =
الصفحة 3
60