كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 1)

112 - الحارث بن مالك الأنصاري ومرّ بالنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((كيفَ أصبحتَ يا حارثة؟)) قال: أصبحتُ مؤمنًا حقًا، قال: ((فانظر ما تقولُ فإن لكل قول حقيقةً، فما حقيقةُ إيمانِك؟)) فقال: عزفت نفسى عن الدنيا، فأسهرتُ ليلي، وأظمأتُ نهاري، وكأني أنظُر عرشَ ربي بارزًا، وكأني أنظُر الى أهل الجنةِ يتزاورون فيها، وكأنْي أنظرُ الى أهل النار يتضاغَوْنَ فيها. قال: ((يا حارثة عرفتَ فالزم)). ((للكبير)) بخفى وللبزار (¬1) بضعف نحوه عن أنس وزاد في آخره مؤمن نوّر الله قلبه.
¬_________
(¬1) رواه الطبراني 3/ 266 (3367)، وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 57:فيه ابن لهيعة، وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه. ورواه البزار كما في «كشف الأستار» 1/ 26 (32) وقال: تفرد به يوسف وهو لين الحديث. وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 57 فيه يوسف بن عطية لا يحتج به. وقال ابن حجر في «الإصابة» 1/ 289: رواه البيهقي في «الشعب» [7/ 362 (10590)] من طريق يوسف بن عطية الصفار، وهو ضعيف جدا، قال البيهقى: هذا منكر وقد خبط فيه يوسف فقال مرة: الحارث ومرة حارثة اه. وقال ابن المبارك: لا أعلم صالح بن مسمار أسند إلا حديثا واحدا، وهذا الحديث لا يثبت موصولا، وقال العراقي في تخريج الإحياء (3968): أخرجه البزار من حديث أنس، والطبراني من حديث الحارث بن مالك، وكلا الحديثين ضعيف.
113 - ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أى الأديان أحب إلى الله يا رسول الله؟ قالَ: ((الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)). لأحمد والكبير والبزار (¬1).
¬_________
(¬1) رواه أحمد 1/ 236، والطبراني 11/ 227 (11572) وفي «الأوسط» 1/ 300 - 301 (1006)، والبزار كما في «كشف الأستار» 1/ 58 - 59 (78). والحديث علقه البخاري في كتاب الإيمان، باب: الدين يسر، وحسنه ابن حجر في «الفتح» 1/ 94. وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 60: فيه ابن إسحاق وهو مدلِّس، ولم يصرح بالسماع.
114 - ابْنِ عَمْرٍو بن العاص: قَالَ رجل: يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلَا أَجِدُ قَلْبِي يَعْقِلُ عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ قَلْبَكَ حُشِي الْإِيمَانَ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ يُعْطَى الْعَبْدَ قَبْلَ الْقُرْآنِ)). لأحمد (¬1) بضعف.
¬_________
(¬1) رواه أحمد 2/ 172، وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 63: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة.
115 - أبو سَعِيدٍ رفعه: ((الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عليه غِلَافُهُ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ، وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ، فَأَمَّا الْقَلْبُ الْأَجْرَدُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ، وَأَمَّا الْمُصْفَحُ فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَمَثَلُ
-[27]- الْإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الطَّيِّبُ وَمَثَلُ المناِّفَقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ فَأَيُّ الْمَدَّتَيْنِ غَلَبَتْ عَلَى الْأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ. لأحمد والصغير بلين (¬1).
¬_________
(¬1) رواه أحمد 3/ 17، والطبراني في «الصغير» 2/ 228 (1075) وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 63: وفي إسناده ليث بن أبي سُليم وضعفه الألباني في الضعيفة (5158).

الصفحة 26