كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 1)

149 - أبو الدرداء: جاء عمرُ بجوامعَ من التوارةِ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يارسولَ الله، جوامعُ من التوراة أخذتُها من أخٍ لي من بني زريقٍ، فتغير وجهُهُ - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله بن زيد الذي أرِي الأذان: أمسخ الله عقلكَ؟ ألا ترى الذى بوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمر: رضينا بالله ربًا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمد نبيًا، وبالقرآن إمامًا. فسريَ عنه - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: والذى نفسُ محمدٍ بيده لو كان موسى بين أظهركم ثم تبعتموه وتركتموني لضلَلْتمُ ضلالًا بعيدًا. أنتم حظِّي من الأمم، وأنا حظُّكم من النبيين. للكبير (¬1) وفيه: أبو عامر القاسم بن محمد الأسدى.
¬_________
(¬1) رواه أحمد 3/ 470 - 471 من حديث عبد الله بن ثابت، وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 173: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه: جابرًا الجعفي، وهو ضعيف.
150 - عائشة: رفعته: ((ستةٌ لعنهم الله وكل نبى مجاب: الزائدُ في كتاب الله، والمكذبُ بقدرِ الله، والمستحلُّ حرمةَ الله، والمستحلُّ من عترتي ما حرمَ الله، والتاركُ السنةَ. للكبير (¬1).
¬_________
(¬1) رواه الطبراني في «الكبير» 3/ 126 - 127 (2883)، ورواه الحاكم 1/ 36، وقال: صحيح الإسناد ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 176: فيه عبد الله بن عبد الرحمن، قال يعقوب بن شيبة: فيه ضعف، وضعفه يحيى بن معين في رواية، ووثقه في أخرى، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني «ضعيف الجامع» (3248).
151 - وله من طريق آخر: سبعة فذكر تلك الخمسة وزاد والمستأثرُ بالفيء، والمتجبرُ بسلطانٍ، ليعزَّ من أذلَّ الله ويذلَّ من أعزَّ الله (¬1).
¬_________
(¬1) رواه الطبراني 17/ 43 (89)، وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 176: فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وأبو معشر الحميري لم أرَ من ذكره، وضعفه الألباني في الضعيفة (3689).
152 - أبو مُوسَى رفعه: ((إن مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غيث أَصَابَ أَرْضًا فَكَانت مِنْهَا طائفةٌ طيبة قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ الله بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا منها وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ طَائِفَةً منها أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلًَا فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ الله وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى الله الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)) (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (79)، ومسلم (2282).
153 - وعنه رفعه: ((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمه فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ وأَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَاءَ، فَأَطَاعَهُ
-[34]- طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا (جِئْتُ) (¬1) بِهِ وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ)) (¬2).
¬_________
(¬1) في (ب)، و (ج): بعثت.
(¬2) رواه البخاري (6482)، ومسلم (2283).

الصفحة 33