كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 1)
159 - عَائِشَةُ: صَنَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَ فَحَمِدَ الله ثُمَّ قَالَ: ((مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ فَوَالله إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ (بِالله) (¬1) وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً)). للشيخين (¬2).
¬_________
(¬1) ساقط من (ب).
(¬2) رواه البخاري (7301)، ومسلم (2356).
160 - وعَنهاْ: بَعَثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِي فقَالَ: لَا وَالله يَا رَسُولَ الله وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ قَالَ: ((فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ فَاتَّقِ الله يَا عُثْمَانُ فَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ)). لأبي داود (¬1).
¬_________
(¬1) رواه أبو داود (1369)، وأحمد (6/ 268)،وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (1239).
161 - وزاد رزين، قالت: وكان حَلفَ أن يقوم الليلَ كله، ويصوم النهار، ولاينكح النساءَ، فسأل عن يمينه، فنزل: {لايؤاخِذُكُمْ الله باللغوِ في أيمانِكُمْ}.
162 - وفي رواية: أنه هو الذى سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما نواه، ولم يحلف. وهذا أصح.
163 - وله أيضا عنها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرهُمْ من العمل ما يطيقون، قالوا: لسنا كهيئتك، إن الله عز وجل قد غفرَ لك ما تقدمَ من ذنبكَ وما تأخر، فيغضبُ حتى يُعرفَ الغضبُ في وجهه ثم يقول: ((إن أتقاكم وأعلَمَكمْ بالله أنا)) (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (20).
164 - أَبو جُحَيْفَةَ: آخى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ سلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ فقَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ له: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ فقَالَ: نَمْ فَنَامَ ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمِ الْآنَ، (فصليا) (¬1) فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ
-[36]- لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وإن لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: ((صَدَقَ سَلْمَانُ)) (¬2). للبخاري، وللترمذى وزاد ولضيفك عليك حقا.
¬_________
(¬1) ساقط من (أ).
(¬2) رواه البخاري (1968)، والترمذي (2413).