كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 1)
165 - ابْنُ عَمْرٍو بن العاص أُخْبِرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي أَقُولُ وَالله لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ فقال: ((أنت الذي تقول ذلك؟)) فَقُلْتُ لَهُ: لقَدْ قُلْتُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: ((فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَنُمْ وَقَمْ وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ)) قُلْتُ فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ)) قُلْتُ: فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ أعدل الصِّيَامِ)) (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (1976).
166 - وفى رواية: ((أفضل الصيام)). قُلْتُ فإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ)) (¬1). للشيخين وأبي داود والنسائي.
¬_________
(¬1) رواه البخاري (1976)، ومسلم (1159)، وأبو داود (2427)، والنسائي 4/ 211.
167 - ومن رواياته: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ َقُلْتُ: بَلَى قال: ((اقرأ القرآن في كُلِّ شَهْرٍ)) قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ((فاقرأه في عشر)) قلت: أطيق أفضل من ذلك. قال: ((في سبع لا تزد على ذلك)). فشددتُ فشدد عليَّ قال: ((إِنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ)). فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ فَلَمَّا كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1).
¬_________
(¬1) رواه مسلم (1159).
168 - ومنها: ((إِنَّكَ لتَصُومُ النهارَ وتَقوُمْ اللَّيْلَ؟)). قلت: نعم قال: ((إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسُ لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، صومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ
-[37]- كُلِّهِ)). قُلْتُ: أُطِيقُ أكثر من ذلك. قَالَ: ((صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى)). قلت: من لي بهذه يا نبى الله (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (1979).
الصفحة 36