كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 1)

237 - وعنه قال: إن الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ الَّذِي من لم يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ الله، وَلَا يُؤَمِّنُهُمْ مِنْ عَذَابِ الله، وَلَا يُرَخِّصُ لَهُمْ فِي مَعَاصِي الله، إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَا عِلْمَ فِيهَا، وَلَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا فَهْمَ فِيهِ وَلَا خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَا تَدَبُّرَ فِيهَا (¬1).
¬_________
(¬1) رواه الدارمي (298)، وانظر «الضعيفة» (734).
238 - كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: لَا تُحَدِّثِ الْبَاطِلَ للحُكَمَاءَ فَيَمْقُتُوكَ، وَلَا تُحَدِّثِ الْحِكْمَةَ لِلسُّفَهَاءِ فَيُكَذِّبُوكَ، وَلَا تَمْنَعِ الْعِلْمَ أَهْلَهُ فَتَأْثَمَ، وَلَا تَضَعْهُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ فَتُجَهَّلَ، إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا كَمَا أَنَّ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ حَقًّا. هما للدارمي (¬1).
¬_________
(¬1) رواه الدارمي (378).
239 - ابْن مَسْعُودٍ قَالَ: مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً (¬1). "لمسلم".
¬_________
(¬1) رواه مسلم (5).
240 - أبو أُمَامَةَ: قَالَ فَتًى من قريش: يَا رَسُولَ الله ائْذَنْ لِي في ِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ فَقَالَ: ((ادْنُهْ)) فَدَنَا قَالَ: ((أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ)) قَالَ: لَا وَالله جَعَلَنِي الله فِدَاكَ. قَالَ: ((وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ)) ثم قَالَ له مثل ذلك في ابنته وأخته وعمته وخالته في كل ذلك يقول أتحبه لكذا فيقول لا والله جعلنى الله فداك فيقول صلى الله عليه وسلم: ((ولا الناس يحبونه له)) فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ اللهمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَُ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. لأحمد وللكبير (¬1).
¬_________
(¬1) رواه أحمد 5/ 256 - 257، والطبراني 8/ 183 (7759)، وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 129: رواه أحمد والطبراني في «الكبير»، ورجاله رجال الصحيح. وقال العراقي في تخريج الإحياء (2251): رواه أحمد بإسناد جيد رجاله رجال الصحيح وصححه الألباني في «الصحيحة» (370).
241 - ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا عِنْدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شْبِهُ -أَوْ كَالرَّجُلِ- الْمُسْلِمِ لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا، وَلَا تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: هِيَ النَّخْلَةُ فَلَمَّا قُمْنَا، قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ، وَالله لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تتَكَلَّمَ، قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تتَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، فقَالَ عُمَرُ: (لإن) (¬1) كُنتَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا (¬2).
¬_________
(¬1) في (ب)، و (ج): لإن لأن. مكررة هكذا، وما أثبتناه الموافق لرواية البخاري، و (أ).
(¬2) رواه البخاري (131)، ومسلم (2811).

الصفحة 47