كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 1)

295 - أَبَو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ تقولون أَبَو هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ، ما بال الْمُهَاجِرين والْأَنْصَارُ لا يحدثون بمثل حديثه، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق، وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملاء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وكان يَشْغَلُ أخوتي من الأنصار عمل أَمْوَالِهِمْ، وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة، ولقد قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث تحدثه: ((أنه لنْ يَبْسُطْ أحد ثَوْبَهُ حتى أقضي مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول)) فَبَسَطْتُ نمرة عليَّ حَتَّى إذا قَضَى مقالته جمعتها إلى صدري فَمَا نَسِيتُ من مقالة رسول الله تلك شَيْئًا (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (2047)، ومسلم (2492)، والترمذي (3834) مختصرا.
296 - ومن رواياته: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، والله الموعد ما كنت أكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كي يهتدوا، وأضل وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ الله مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إِلَى قَوْلِهِ {التواب الرَّحِيمُ} (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (118)، ومسلم (2492).
297 - ومنها: يَقُولُ النَّاسُ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَلَقِيتُ رَجُلًا، فَقُلْتُ: بِمَا قَرَأَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْبَارِحَةَ فِي الْعَتَمَةِ، قَالَ: لَا أَدْرِي، فَقُلْتُ: ألَمْ تَشْهَدْهَا؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: لَكِنْ أَنَا أَدْرِي قَرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا. للشيخين والترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (1223).
298 - وعَنْه: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ فيكم وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ. للبخاري (¬1).
¬_________
(¬1) رواه البخاري (120).
299 - قَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِا -وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ- ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا (¬1). للبخاري تعليقًا.
¬_________
(¬1) رواه البخاري معلقًا تحت باب (10): العلم قبل القول والعمل، ووصله ابن حجر في المطالب العالية (3085) وقال: هذا حديث صحيح علق البخاري طرفا منه في كتاب العلم.
300 - أبو حُمَيْدٍ وأَبِي أُسَيْدٍ رفعاه: قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ، فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفِرُ أَشْعَارُكُمْ، وَأَبْشَارُكُمْ منه وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ (¬1). لأحمد والبزار.
¬_________
(¬1) رواه أحمد 3/ 497، والبزار كما في «كشف الأستار» 1/ 105 (187)، وقال: لا نعلمه يروى عن وجه أحسن من هذا. وقال الهيثمي في «المجمع» 1/ 150: ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في «الصحيحة» (732).

الصفحة 56