كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: المقدمة)

إحدى وثمانين وألف صحبة مصطفى بيك أخى الوزير الفاضل، ومر بطريقه على الرملة وأخذ بها عن شيخ الحنفية خير الدين الرملي وبدمشق عن نقيب الشام وعالمها السيد محمد بن حمزة والمسند المعمر محمد بن بدر الدين بن بلبان الحنبلي ولما وصل إلى الروم حظى عند الوزير ومن دونه ومكث ثمه نحو سنة، ورجع إلى مكة المشرفة مجللا، وحصلت له الرياسة العظيمة التى لم يعهد مثلها، وفوض إليه النظر في أمور الحرمين مدة حتى صار شريف مكة لا يصدر إلا عن رأيه، وأنيطت به الأمور العامة والخاصة إلى أن مات الوزير فرق حاله وتنزل عما كان فيه. ثم ورد أمر السلطان إلى مكة سنة ثلاثة وتسعين وألف بإخراجه منها إلى بيت المقدس، وسببه عرض الشريف بركات أمير مكة فيه إلى السلطنة وطلب إخراجه من مكة بعد أن كان بينهم من المرابطه ما كان وعلى يده تمت له الشرافة ونهض الحظ وكان يوم ورود الأمر يوم عيد الفطر فألح عليه الشريف سعيد بن بركات شريف مكة يوم إذ وقاضى مكة في أمتثال الأمر السلطاني، فمتنع من الخروج في هذه الحالة وتعلل بالخوف من قطاع الطريق فأبى أن يسلم نفسه وماله فأمهل بعد علاج شديد وتشفع عند بعض الأشراف إلى مخرج الحج. ثم توجه صحبة الركب الشامي وأبقى أهله بمكة وأقام في دمشق في دار نقيب الأشراف سيدنا عبد الكريم بن حمزة حرص الله جانبه وجعل طوع أمره مجانبه، وأجتمعت به ثمة مره صاحبه فاضل العصر ودرة قلادة الفخر المولى أحمد بن لطفي المنجم المولوي نضرالله به وجه الفضائل وأبقاه مغبوطة به الأواخر من الأوائل، فرأيت مهابة العلم قد أخذت باطرافه وحلاوة المنطق في محاسن أوصافه. وأستمر بدمشق مدة

الصفحة 14