كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)
6180 - أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان فإنا سمع أذانًا أمسك، وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((على الفطرة))، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: ((خرجت من النار)) فنظر فإذا هو راعي معزٍ. للترمذي وأبي داود ومسلم بلفظه (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (382).
6181 - عصام المزني: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيشًا أو سريةً يقول لهم: ((إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقتلوا أحد)). لأبي داود والترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) أبو داود (2635)، والترمذي (1549)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (267).
6182 - جبير بن حية: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان قال: إني مستشيرك في مغازي هذه. قال: نعم، مثلها ومثل من فيها من المسلمين مثل طائرٍ له رأسٌ وجناحان، وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناحٍ والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس فإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان، فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس، فامرَّ المسلمين أن ينفروا إلى كسرى قال جبير بن حية فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرنٍ حتى إذا كنا بأرض العدو خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجلٌ منكم. فقال المغيرة: سل عمَّا شئت. فقال: ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العرب، كنا في شقاءٍ شديدٍ، وبلاءٍ سديدٍ، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف أباه وأمَّه، فأمرنا نبينا رسول ربنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثله، ومن بقي منا يملك رقابكم. فقال النعمان: ربما أشهدك الله مثلها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم
-[487]- يندمك ولم يخزك، ولكن شهدت القتال مع النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الرياح وتحضر الصلوة. للترمذي والبخاري بلفظه (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (3159).