كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)

6212 - عامر بن شهرٍ: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت لي همدان هل أنت آتٍ هذا الرجل ومرتاد لنا؟ فإن رضيت لنا شيئًا قبلناه وإن كرهت شيئًا كرهناه. قلت: نعم فقدمت عليه - صلى الله عليه وسلم - فرضيت أمره وأسلم قومي وكتب هذا الكتاب إلى عمير ذي مرانٍ وبعث - صلى الله عليه وسلم - مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعًا فأسلم عك ذي خيوان فقيل لعك انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخذ منه الأمان على بلدك ومالك فقدم فكتب له - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم لعك ذي حيوان إن كان صادقًا في عرضه وماله ورقيقه فله الأمان وذمة الله وذمة محمدٍ رسول الله وكتبه خالد بن سعيد بن العاص (¬1).
¬_________
(¬1) أبو داود (3027))، وقال المنذري ((مختصره)) 4/ 245: في إسناده: مجالد، وهو ابن سعيد، وفيه مقال. وضعفه الألباني في ((ضعيف أبي داود)) (653).
6213 - كعب بن مالك: أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش فكان - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة وفيها مشركون يعبدون الأوثان واليهود يؤذونه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأمره الله تعالى بالصبر والعفو ففيهم نزل {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً} [آل عمران: 186] فأبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر - صلى الله عليه وسلم - سعد ابن معاذ أن يبعث إليه من يقتله فقتله محمد بن مسلمة وذكر قصة قتله فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون فغدوا إليه - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: طرق صاحبنا وقتل فذكر لهم - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول ثم دعاهم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابًا ينتهون إلى ما
-[494]- فيه فكتب بينه وبين المسلمين عامةً صحيفةً (¬1).
¬_________
(¬1) أبو داود (3000)، وقال المنذري في ((مختصره)) 4/ 232: قوله: عن أبيه. فيه نظر، فإن أباه عبد الله بن كعب ليست له صحبة، ولا هو أحد الثلاثة الذي تيب عليهم، ويكون الحديث على هذا مرسلا، ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده، وهو كعب بن مالك، وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2593) على اعتبار أن المراد بقوله: أبيه؛ أي: جده.

الصفحة 493