كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)

6217 - رجل من جهينة رفعه: ((لعلكم تقاتلون قومًا فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وذراريهم فيصالحونكم على صلحٍ فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم)). هما لأبي داود (¬1).
¬_________
(¬1) أبو داود (3051)، وقال المنذري في ((مختصره)): 4/ 255: في إسناده رجل مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (665).
6218 - نافع: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبًا فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: ((نقركم ما أقركم والله)). وإنَّ عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعدي عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه، وليس له هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم. فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد، وعاملنا على الأموال، وشرط لنا ذلك؟
فقال عمر: أظننت أني نسيت قوله - صلى الله عليه وسلم - لك: ((كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة؟)).
فقال: كان ذلك هزيلةً من أبي القاسم، فقال: كذبت يا عدو الله، إنه لقولٌ فصلٌ وما هو بالهزل، فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر، مالاً وإبلاً وعروضًا من أقتابٍ وحبال وغير ذلك. للبخاري (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (2730).
6219 - وله ولمسلم عن ابن عمر: أن عمر أجلاهم إلى تيماء وأريحاء (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (2338)، ومسلم (1551).
6220 - ابن عمر: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر، فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قصرهم، وغلبهم على الأرض والزرع والنخل، فصالحوه، على أن يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفراء والبيضاء والحلقة
-[496]- وهي السلاح، ويخرجون منها، واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مسكًا فيه مالٌ وحلىُّ لحييِّ بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير، فقال - صلى الله عليه وسلم - لعم حيي واسمه سعية: ((ما فعل مسك حيي الذي جاء به من من بني النضير؟)).
قال: أذهبته النفقات والحروب، فقال: العهد قريب والمال أكثر من ذلك وقد كان حيي قتل قبل ذلك، فدفع - صلى الله عليه وسلم - سعية إلى الزبير، فمسه بعذاب، فقال: قد رأيت حييًا يطوف في خربةٍ ههنا، فذهبوا، فطافوا، فوجدوا المسك في الخربة، فقتل - صلى الله عليه وسلم - ابني أبي الحقيق، أحدهما زوج صفية بنت حييِّ، وسبا نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا، وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، ولم يكن له - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها، فأعطاهم خيبر على أنَّ لهم الشطر من كل زرعٍ وشيءٍ ما بدا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. للبخاري وأبي داود مطولاً (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (2328)، وأبو داود (3006).

الصفحة 495