كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)
6369 - أبى بن كعبٍ: أن أبا هريرة قال: يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فقال: ((إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا برجلٍ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ قال: نعم فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قط، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قط، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قط، فأقبلا إلى يمشيان حتى أخذ كل واحدٍ منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسًا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه أضجعه، فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري، ففلقها فيما أرى بلا دمٍ ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئًا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، فقال له: ... ادخل الرحمة والرأفة، فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم، فرجعت لها أغدو بها رأفةً على الصغير ورحمةً)). للكبير. لابن أحمد (¬1).
¬_________
(¬1) رواه عبد الله في ((زوائده على مسند أبيه)) 5/ 139، وقال الهيثمي 8/ 222: رواه عبد الله ورجاله ثقات، وثقهم ابن حبان.
6370 - أبو بكرة: أن جبريل عليه السلام ختن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين طهر قلبه. للأوسط بخفى (¬1).
¬_________
(¬1) الطبراني في ((الأوسط)) 6/ 70 (5821)، وقال الهيثمي 8/ 224: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: عبد الرحمن بن عيينة وسلمة بن محارب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
6371 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرجه منه علقةً وقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني: ظئره، فقالوا: إنَّ محمدًا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وكنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. لمسلم (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (162).
6372 - علي بن أبي طالبٍ، عن أبيه: قال خرجنا إلى الشام في أشياخٍ من قريش وكان معي محمدٌ، فأشرفنا على راهبٍ بالطريق، فنزلنا وحللنا رواحلنا، فخرج إلينا الراهب،
-[528]- وكان قبل ذلك لا يخرج إلينا، فجعل يتخللنا حتى جاء فأخذ بيد محمدٍ وقال: هذا سيد العالمين، فقال له أشياخٌ من قريشٍ: وما علمك بما تقول؟
قال: أجد صفته ونعته في الكتاب المنزل، وإنكم حين أشرفتم لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ إلا خرَّ له ساجدًا، ولا تسجد الجمادات إلا لنبي، وأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع وصنع طعامًا وأتانا به، وكان محمد في رعية الإبل، فجاء وعليه غمامة تظله، فلما دنى وجد القوم قد سبقوه إلى شجرةٍ، فجلس في الشمس، فمال فيء الشجرة عليه وضحوا هم في الشمس، فبينا هو قائمٌ عليهم يناشدهم الله أن لا يذهبوا به إلى الروم، ويقول: إن رأوه عرفوه بالصفة وآذوه فبينا هو يناشدهم الله في ذلك التفت، فإذا بسبعةٍ من الروم مقبلين نحو ديره فاستقبلهم، وقال: ما جاء بكم؟
قالوا: بلغنا من أحبارنا أن نبيًا من العرب خارجٌ نحو بلادنا في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناسٍ وبعثنا إلى طريقك هذا، قال: فهل خلفكم أحدٌ خيرٌ منكم؟
قالوا: إنما اخترنا لطريقك هذا خيرةً، قال لهم: أرأيتم أمرًا أراد الله تعالى أن يقضيه هل يستطيع أحدٌ من الناس أن يرده؟
قالوا: لا، قال: فبايعوا هذا النبي فإنه حقٌ فبايعوه وأقاموا مع الراهب، ثم رجع إلينا، فقال: أنشدكم أيكم وليه؟
قالوا: هذا، يعنوني، فما زال يناشدني حتى رددته مع رجالٍ، فكان فيهم بلال، وزوده الراهب كعكًا وزيتًا. لرزين.