كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)

6375 - وفي روايةٍ: فتر الوحي فترةً حتى حزن - صلى الله عليه وسلم -، فيما بلغنا، حزنًا غدا منه مرارًا، حتى يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبلٍ لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد إنك رسول الله حقًا فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبلٍ تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (6982)،وهو من بلاغات الزهري.
6376 - يحيى بن أبي كثير: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1] قلت: يقولون: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قال: سألت جابرًا عن ذلك. فقلت له مثل الذي قلت لي.
فقال لي جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ((جاورت بحراءٍ شهرًا، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فلم أر أحدًا، ثم نوديت فرفعت رأسي، فإذا هو قاعد على عرشٍ في الهواء، يعني جبريل، فأخذتني رجفةٌ شديدةٌ، فأتيت خديجة، فقلت: دثروني دثروني فدثروني وصبوا عليَّ ماءً، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} المدثر:1: 4)) (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4922)، ومسلم (161).
6377 - وفي روايةٍ: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن فترة الوحي فقال لي في حديثه: ((فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسيٍّ بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبًا، فرجعت فقلت: زملوني))، فدثروني فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - إلى - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر:5] (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4)، ومسلم (161).
6378 - وفي أخرى: ((ثم حمى الوحي وتتابع)). للشيخين والترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) انظر السابق.
6379 - عائشةُ: أنَّ الحارث بن هشام قال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟
فقال:
-[531]- ((أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني، وقد وعيتُ ما قال، وأحيانًا يتمثلُ لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقولُ)) قالت عائشةُ: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإنَّ جبينه يتفصد عرقًا. للستة إلا أبا داود (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (2)، ومسلم (2333).

الصفحة 530