كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)

6387 - عمرو بن العاص: ما رأيت قريشًا أرادوا قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا يومًا جلسوا في ظلِّ الكعبة وهو يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة ابن أبي معيطٍ، فجعل رداءه في عنقه، ثم جذبه وتصايح الناس، وظنوا أنه مقتولٌ فأقبل أبو بكرٍ يشتدُ، حتى أخذ بضبعه - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربيَ الله، ثم انصرفوا عنه، فقام - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا قضى صلاته مرَّ بهم وهم جلوسٌ في ظلِ الكعبة، فقال: ((يا معشر قريشٍ، أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح، وأشار بيده إلى حلقه))، فقال له أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولاً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أنت منهم)). للموصلى والكبير (¬1).
¬_________
(¬1) أبو يعلى 13/ 324 - 325 (7339)، وقال الهيثمي 6/ 16: فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وحديثه حسن، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح، والحديث أخرجه البخاري (3678) مختصرا بمعناه.
6388 - إبراهيم قال: أراد الضحاك بن قيسٍ أن يستعمل مسروقًا، فقال له عمارة بن عقبة: أتستعمل رجلاً من بقايا قتلة عثمان؟
فقال له مسروق: حدثنا ابن مسعودٍ، وكان في أنفسنا موثوق الحديث، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما أراد قتل أبيك، قال: من للصِّبية؟
قال: ((النار)) وقد رضيت لك ما رضى لك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. لأبي داود (¬1).
¬_________
(¬1) أبو داود (2686)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (2336): حسن صحيح.
6389 - أنس: لقد ضربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرةً حتى غشي عليه، فقام أبو بكرٍ فجعل ينادي، ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربيَّ الله، فقالوا: من هذا؟
قالوا أبو بكرٍ المجنون، فتركوه وأقبلوا على أبي بكرٍ. للموصلي والبزار بلفظه (¬1).
¬_________
(¬1) الموصلي 6/ 362 (3691)، والبزار (2396)، قال الهيثمي 6/ 17: ورجاله رجال الصحيح.
6390 - قتادة بن دعامة: تزوج أمَّ كلثومٍ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتيبة بن أبي لهبٍ، وكانت رقية عند أخيه عتبة، ولم يبن بها حتى بعث - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا نزلت تبت يدا أبي لهبٍ، قال أبو لهبٍ لابنيه رأسي من رؤسكما حرامٌ إن لم تطلقا بنتي محمدٍ، وقالت أمهما حمالةُ الحطب: طلقاهما يا ابني، فطلقاهما، فجاء عتبة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كفرت بدينك وطلقت ابنتك، ثم سطا عليه فشق قميصه - صلى الله عليه وسلم -، وخرج نحو الشام (تاجرًا) (¬1)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه))، فخرج مع تجرٍ من
-[534]- قريشٍ حتى نزلوا بالزرقاء، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: ويل أمي، هذا والله آكلي كما قال محمد، قاتلني ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام، فانصرف الأسد، فناموا وجعلوا عتيبة وسطهم، فأقبل السبع يتخاطهم حتى أخذ برأس عتيبة فقتله. للكبير. بضعف (¬2).
¬_________
(¬1) من (ب).
(¬2) الطبراني 22/ 435، وقال الهيثمي 6/ 19: وفيه زهير بن العلاء، وهو ضعيف.

الصفحة 533