كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)

6466 - عبد الرحمن بن عوفٍ: كاتبتُ أمية بن خلفٍ كتابًا أن يحفظني في صاغيتي بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلمَّا ذكرتُ الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان لك في الجاهلية، فكاتبته عبد عمرو، فلمَّا كان يوم بدرٍ خرجتُ إلى جبلٍ لأحرزهُ حين نام الناسُ فأبصره بلالٌ فخرج حتى وقف على مجلسٍ من مجالس الأنصار، فقال: يا معشر الأنصار أمية بن خلفٍ، لانجوت إن نجا أميةُ، فخرج معه فريقٌ من الأنصار في أثرنا، فلمَّا خشيتُ أن يلحقونا خلفتُ لهم ابنه لأشغلهم به، فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا، وكان أمية رجلاً ثقيلاً، فلمَّا أدركونا قلت له ابرك فبرك فألقيتُ عليه نفسي لأمنعه فيخلُّوه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه فأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (2301).
6467 - وفي روايةٍ: فلمَّا كان يوم بدرٍ وحصل لي درعان، فلقيني أمية فقال: خذني وابني فأنا خيرٌ لك من الدرعين افتدى منك، فرآه بلالٌ فقال: أمية رأسُ الكفر، لا نجوت إن نجا أمية، فقتلهما، فكان ابن عوفٍ يقول: يرحم الله بلالاً فلا درعي ولا أسيري. للبخاري (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (3971).
6468 - وعنه: إني لواقفٌ في الصف يوم بدرٍ، فنظرتُ عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، فتمنيتُ أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: أي عم هل تعرف أبا جهل؟
قلت نعم، فما حاجتك إليه يا ابن أخي؟
قال: أخبرتُ أنه يسبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارقُ سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فعجبتُ لذلك، وغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهلٍ يجولُ في الناس، فقلتُ: ألا تريان، هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، فابتدراهُ بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: ((أيكما قتله؟)) فقال كل واحدٍ منهما أن قتلته، فقال: ((هل
-[570]- مسحتما سيفيكما))؟
قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: ((كلاكما قتله))، وقضى - صلى الله عليه وسلم - بسلبه لمعاذ بن عمر بن الجموح، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (3141) ومسلم (1752).

الصفحة 569