كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 2)

6516 - بنت محيصة: عن أبيها: لما أعلم الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بما همت به اليهودُ من الغدر، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من ظفرتم به من رجالٍ يهودٍ فاقتلوه))، فوثبت محيصة على شيبة رجلٍ من تجار اليهود وكان يلابسهم، فقتله، وكان عمي حويصةُ إذ ذاك لم يُسلم، وكان أسن من أبي، فجعل حويصةُ يضربه ويقول: أي عدو الله، أما والله لربَّ شحمٍٍ في بطنك من مالهٍ، فقال: له أبي، قتلته، لأنه أمرني بذلك من لو أمرني بقتلك ما تركتك، فأسلم عمي عند ذلك (¬1). لأبي داود من قوله قال - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله من ماله، قلت كذا في الأصل، ولم يذكر من أخرج الجميع، ومثل هذا فيه كثيرٌ.
¬_________
(¬1) أبو داود (3002)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (648): ضعيف الإسناد.
6517 - ابن عمر: حاربت النضير وقريظة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى النضير، وأقرَّ قريظة ومن عليهم، حتى حاربت بعد ذلك، فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم؛ بني قينقاع، وهم قوم عبد الله بن سلامٍ، ويهود بني حارثة، وكل يهوديٍّ بالمدينة (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4028)، ومسلم (1766).
6518 - أبو هريرة: بينما نحن في المسجد يومًا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((انطلقوا إلى اليهود))، فقال: ((اسلموا تسلموا))، فقالوا: قد بلَّغت، فقال: ((ذلك أريد أسلموا تسلموا)) فقالوا: قد بلغت، فقال: ((ذلك أربد))، ثم قالها الثالثة، ثم قال: ((اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وإني أريدُ أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله)) (¬1). هما للشيخين وأبي داود.
¬_________
(¬1) البخاري (3167)، مسلم (1765).
6519 - عمرو بن أمية: كتب عامر بن الطفيل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قد قتلت رجلين لهما منك جوارٌ، فابعث بديتهما، فانطلق - صلى الله عليه وسلم - إلى قباء، ثم مال إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما ومعه نفرٌ من المسلمين، فاستند إلى جدارٍ فكلَّمهم، فقالوا: نعمن فقام أحدهم فصعد على رأس الجدار ليدلي عليه صخرةً، فأخبرهُ
-[585]- جبريلٌ فقام ثم أتبعه المسلمون، فقال: ((لقد همَّت اليهود بقتلي)) فقال لمحمد بن مسلمة: اذهب إلى اليهود، فقل اخرجوا من المدينة لا تساكنوني فيها، فأجلاهم - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أراد غير ذلك، فرغب فيهم عبد الله بن أبى ابن سلول، فوهبهم له. لرزين.

الصفحة 584