كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

غزوة أحد
6523 - زيد بن ثابت: لمَّا خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أحدٍ رجع ناسٌ ممَّن خرج معه، فكان أصحابهٌ - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين، قالت فرقةٌ نقتلهم، وقالت فرقةٌ: لا نقتلهم، فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَالله أَرْكَسَهُم} [النساء: 88] وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها طيبةٌ تنفي الرجال كما ينفي الكيرُ خبث الحديد)). للشيخين والترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4589)، ومسلم (1384).
6524 - البراءُ بن عازبٍ: لقينا المشركين يومئذٍ، وأجلس النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جيشًا من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله بن جبيرٍ، وقال: ((لا تبرحوا فإن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا))، فلمَّا لقيناهم هربوا، حتى رأيتُ النساء يسندن في الجبل، رفعن عن سوقهنَّ حتى بدت خلاخيلهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة، فقال عبدُ الله: عهدُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا، (فأبوا) (¬1)، فلمَّا أبوا، صرف الله وجوههم، فأصيب سبعون قتيلاً، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمدٌ؟
فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابنُ أبي قحافة؟
فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابن الخطاب؟
فقال: إنَّ هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياءً لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدَّو الله، أبقى الله لك ما يخزيك، قال أبو سفيان: اعلُ هبلٌ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أجيبوه))، قالوا: ما نقولُ؟
قال: ((قولوا: الله أعلى وأجلُّ))، قال أبو سفيان: العزى لنا، ولا عزى لكم، فقال - صلى الله عليه وسلم - ((أجيبوه))، قالوا ما نقولُ؟ قال: ((قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم))، قال أبو سفيان: يومٌ بيومٍ، والحربُ سجالٌ، وتجدون مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني (¬2).
زاد رزين: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أجيبوه)) فقالوا: ما نقولُ؟
قال قولوا: لا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النارِ. للبخاري ولأبي داود نحوه.
¬_________
(¬1) ساقط من (ب).
(¬2) البخاري (4043)، وأبو داود (2662).

الصفحة 1