كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6832 - عبيد بن عمير قال: قال عمرُ يومًا للصحابة: فيما ترون هذه الآية نزلت؟ {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} [البقرة: 266] قالوا: الله أعلمُ، فغضب، فقال: قولوا نعلمُ أو لا نعلمُ، فقال ابنُ عباسٍ: في نفسي منها شيءٌ يا أمير المؤمنين، قال عمرُ: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك، قال: ضربتُ مثلاً لعمل، قال عمرُ: أيُّ عملٍ؟
قال لعمل رجلٍ غنيٍّ يعملُ بطاعة الله، ثمَّ بعث الله الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعمالَهُ. للبخاري (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4538).
6833 - البراء: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] نزلت فينا معشر الأنصار، كنَّا أصحابَ نخلٍ، فكان الرجلُ يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجلُ يأتي بالقنو والقنوين فيعلقُهُ في المسجدِ، وكان أهلُ الصُّفَّة ليس لهم طعامٌ، وكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاهُ فسقط البسرُ والتمرُ فيأكل، وكان ناسٌ ممن لا يرغبُ في الخير يأتي الرجلُ بالقنو فيه الشيصُ، والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة: 267] قال: لو أنَّ أحدكُم أُهدى إليه مثل ما أَعطى، لم يأخذه إلاَّ على إغماضٍ وحياءٍ، فكنَّا بعد (¬1) ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عندهُ (¬2).
¬_________
(¬1) في (ب): نعدَّ، والصواب ما أثبتناه.
(¬2) الترمذي (2987). وقال: حسن غريب صحيح، وابن ماجة (1822)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2389).
6834 - ابن مسعود رفعه: إنَّ للشيطان لمةً بابن آدم، وللملك لمةً، فأمَّا لمةُ الشيطان: فإيعِادٌ بالشك وتكذيبٌ بالحق، وأمَّا لمةُ الملكِ: فإيعادٌ بالخير وتصديقٌ بالحقِ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى،
-[102]- فيحمدُ الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان: ثمَّ قرأ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء} [البقرة: 268] الآية (¬1). هما للترمذي.
¬_________
(¬1) الترمذي (2988). وقال: حديث حسن غريب، وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (572).

الصفحة 101