كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6906 - زاد الترمذي: لمَّا نزلت غزوةُ بدرٍ، قال عبدُ الله بنُ جحشٍ وابن أمِّ مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله، فهل لنا رخصةٌ؟
فنزلت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95]، {فَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} [النساء: 95] فهؤلاء القاعدون غيرُ أولى الضرر {وَفَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْه} [النساء: 96] على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر (¬1).
¬_________
(¬1) الترمذي (3032)، قال الألباني: صحيح دون قوله (لما نزلت) ((صحيح الترمذي)).
6907 - محمدٌ بن عبد الرحمن: قطع على أهل المدينة بعثٌ، فاكتتبت فيه فلقيتُ عكرمةَ مولى ابن عباسٍ فأخبرتُهُ فنهاني عن ذلك أشدَّ النهي، ثمَّ قال: أخبرني ابنُ عباسٍ أنَّ ناسًا من المسلمين كانُوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يأتي السهمُ يرمى به فيصيبُ أحدهُم فيقتلهُ أو يضربُ فيقتل، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97] الآية. للبخاري (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4596).
6908 - ابن عباس: خرج ضمرةُ بنُ جندب مهاجرًا، قال لأهلِهِ احملوني من أرضِ المشركين إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فمات في الطريقِ، فنزل {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى الله وَرَسُولِهِ} - {رَحِيماً} [النساء: 100]. للموصلي (¬1).
¬_________
(¬1) أبو يعلى 5/ 81 (2679). وقال الهيثمي 7/ 10: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
6909 - يعلى بن أمية: قلتُ لعمر: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] فقد أمن الناسُ فقال: عجبتُ مما عجبت منه، فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: ((صدقةٌ تصدق الله بها عليكم، فاقبلُوا صدقتهُ)). لمسلم وأصحاب السنن (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (686).
6910 - قتادة بن النعمان: كانَ أهلُ بيتٍ منَّا يقالُ لهم بنو أبيرق بشرٌ وبشيرٌ ومبشرٌ، وكان بشيرٌ رجلاً منافقًا يقولُ الشعر يهجُو به أصحاب النبيِّ - صلى الله
-[118]- عليه وسلم - ثمَّ ينحلُه بعض العربِ، ثمَّ يقولُ: قال فلانٌ كذا وكذا، قال فلانٌ كذا وكذا فإذا سمع أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك الشعر قالوا: والله ما يقولُ هذا الشعر إلا هذا الخبيثُ، أو كما قال الرجلُ، وقالوا ابن الأبيرق قالها، قال وكانوا أهل بيتِ حاجةٍ وفاقةٍ في الجاهلية والإسلام، وكان الناسُ إنما طعامُهُم بالمدينة التمرُ والشعيرُ، وكان الرجلُ إذا كان لهُ يسارٌ، فقدمتْ ضافطةٌ من الدرمك،

الصفحة 117