كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6930 - عمر أنه قال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيان شفاءٍ، فنزلت التي في البقرة {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219] الآيةُ، فدُعى عمرُ، فقُرئت عليه، فقال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيانَ شفاءٍ، فنزلت التي في النساءِ، {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فدُعى عمرُ، فقُرئت عليهِ، فقال: اللهمَّ بيِّن لنا في الخمر بيانَ شفاءٍ، فنزلت التي في المائدةِ: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} إلى {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91] فدُعى عمرُ، فقُرئت عليه، فقالَ: انتهينا انتهينا. لأصحاب السنن (¬1).
زاد أبو داود بعد وأنتم سكارى: فكان منادي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أقيمت الصلاةُ ينادي ألا لا يقربنَّ الصلاة سكرانٌ.
¬_________
(¬1) أبو داود (3670)، والترمذي (3049) والنسائي 8/ 286 - 287. وقال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2442): صحيح.
6931 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمسُ صلى الظهرَ، فقام على المنبر، فذكر الساعة، فذكر أنَّ فيها أمورًا عظامًا، ثمَّ قال: ((من أحبَّ أن يسألَ عن شيءٍ فليسأل فلا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتُكم، ما دُمتُ في مقامي هذا))، فأكثر الناسُ البكاءَ، وأكثر أن يقول: سلوني:، فقامَ عبدُ الله بنُ حذافةَ السهميّ، فقالَ: من أبي؟ ((فقالَ أبوكَ حذافةُ؟)).
ثمَّ أكثر أن يقول سلوني، فبرك عمرُ على ركبتيهِ، فقالَ: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًا، فسكتَ، ثم قال: ((عُرضتْ علىَّ الجنةُ والنارُ آنفًا في عرض هذا الحائطِ، فلم أر كاليوم في الخيرِ والشرِّ))، قال ابنُ شهابٍ: فأخبرني عبيدُ الله بنُ عبدِ الله بنُ عبدِ الله بن عتبةَ، قالت أمُّ عبدِ الله بن حذافةَ لعبدِ الله: ما سمعتُ قطُّ أعقَ منكَ، أأمنتَ أن تكونَ أمُّك قارفت لبعضِ ما يقارفهُ أهلُ الجاهليةِ
-[125]- فتفضحها على أعينِ الناسِ، فقال عبدُ الله بنُ حذافةَ: لو ألحقني بعبدٍ أسود للحقتهُ. للشيخين (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (2359)، البخاري (540).

الصفحة 124